‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتابات شخصية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات كتابات شخصية. إظهار كافة الرسائل

كيف استفيد من المشاكل في تطوير ذاتي

 



المشاكل هي جزء من الحياة، ولا يوجد انسان في العالم لا يواجه مشاكل. قد تكون هذه المشاكل صغيرة أو كبيرة، قد تكون مؤقتة أو دائمة، قد تكون خارجية أو داخلية. ولكن مهما كانت طبيعة المشكلة، فإنها يمكن أن تكون فرصة للتعلم والنمو والتطور واكتشاف الذات.

وليس كما يعتقد الكثير من الناس أن المشاكل هي أكبر جالب للأضرار والهموم وليس فيها أي فائدة، وكمقدمة لهذا الموضوع يُمكن تعريف المشكلة بأنها عائق يمنع الإنسان من تحقيق هدف منشود ويشعر بسبب هذه المشكلة بالضيق مما يدفعه للبحث عن حل، والمشكلة أصلا هي شيء نسبي يختلف من شخص واخر فما يعتبره الطفل الصغير مشكلة كبيرة قد لا يُعتبر مشكلة بالنسبة للشخص الكبير.

وما تراه امرأة انه مشكلة ربما هو عند أخرى شيء لا يذكر لذلك تبقى المشكلة مسالة نسبية بين طرف واخر وهكذا، والملاحظ أن أغلب الناس يعجزون عن رؤية الجوانب الإيجابية للمشاكل وينزعجون عند وقوعها  بسبب التركيز دائما على الجوانب السلبية لها مثل تضييع الوقت بالانشغال بها أو انفاق المال بحثاً عن الحلول لدى أصحاب الخبرة والمعرفة، ولعل أعجب مفارقات الحياة أن المشاكل نفسها التي نشتكي منها  لها فوائد كثيرة، بل إن المشاكل هي  التي تعطي لحياتنا قيمة ومعنى والا لولاها لأصبحت حياتنا باهتة ومملة وباردة ولنتذكر ان المشاكل دائما هي البدايات للحلول وللتغيير، لذلك فالأصل أن نعمل على مواجهة المشاكل وحلها لأنها تصنع الخبرات التي لا تُقدر بثمن وغني عن القول إن حل المشاكل يحفز التفكير الإبداعي ويحسن القدرة على الابتكار ويطور كافة جوانب الحياة، والهروب من مواجهة المشاكل هو الذي يزيدها ويصعب العيش في الحياة، على هذا الأساس يُمكن القول إن انعدام المشاكل في حد ذاته قد يشكل أكبر مشكلة لأنه يعني ببساطة اختفاء التحديات التي تدفع العقل البشري إلى التفكير الخلاق لابتكار الحلول الذكية.

 ماهي أنواع المشاكل التي يمكنني الاستفادة منها في تطوير ذاتي؟!

هناك ثلاثة أنواع فقط من المشاكل اعتقد من وجهة نظري انها الأهم وهي التي تندرج تحتها اغلب المشكلات

المشكلة الشخصية وهي تلك المشاكل المتعلقة بشخصية الانسان وردود افعاله مثل ان يكون الشخص عصبي المزاج او متسرع او لا يتعاطف او مغرور او متكبر او بخيلا او عنده مشاكل صحية نفسية او مشاكل مالية.. الخ

مشكلة اجتماعية وهي التي تتعلق بالمشاكل مع الأشخاص المحيطين بنا مثل (مشاكل زوجية – مشاكل مع الأبناء- مشاكل مع الاسرة والأصدقاء والارحام) وغالبا أبرز هذه المشاكل في الجانب الاجتماعي هي بسبب غياب التواصل الفعال والاستماع النشط

مشاكل عالمية وهي المشاكل التي تتعلق بالمجتمع ككل وبالعالم مثل الحروب في البلدان المختلفة والمشاكل الاقتصادية التي تؤثر بشكل او باخر بحياتنا واحداث كورونا وحرب غزة وغير ذلك من المشكلات  

وفائدة الاهتمام بهذا النوع من المشاكل العالمية انه يساعد على رفع الوعي العام بما يحدث حولنا مما يمنحنا الفرصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا من تبعات هذه المشاكل العالمية بالقدر المستطاع بدلا من ان نكون إمعة نقول كم يقولون ونفعل كما يفعلون دون أن نشغل عقلنا انما فقط نتحول الى قطيع من الجهلة والحمقى الذين يسيرهم الاعلام وأصحاب المصالح كما يشاؤون مما ينعكس هذا الأسلوب سلبا على حياتنا وسعادتنا.

ومن هنا نلاحظ ان للمشاكل فوائد وسأذكر أبرز  خمس فوائد رئيسية لها في حياتنا

 أول هذه الفوائد هو «أنها تساعدك على التفكير وإعمال العقل المعطل». فوجود المشاكل في حياتنا يساعدنا على إيجاد طرق او حلول بديلة للحصول على الشيء الذي تريدنا او نرغب بالوصول له، بل ان تفكيرنا ينمو بشكل أفضل اثناء التعرض للتحديات.

اما الفائدة الثانية للمشاكل فهي انها تعمل على مساعدتنا في زيادة قوة الملاحظة واستغلال الإمكانيات المتاحة في عقولنا. وهذا يمنحنا فرصة للتعرف على البيئة المحيطة، والظروف والأشخاص الذين يقعون في دوائر علاقاتنا وهذا يجعلنا نبحث عن مسارات وبدائل وحلول جديدة مما يزيد من قوة ملاحظاتنا.

والفائدة الثالثة هي إن المشاكل تجعلنا أكثر تسامحا. فعندما تواجهنا مشكلة ما فإنها تجعلنا أكثر قوة ومعرفة بإمكانياتنا وقدراتنا وهذا يجعلنا أكثر تعاطفا وتسامحا مع الأخرين.

والفائدة الرابعة تجعلنا نكتشف أنفسنا، فا لمشاكل تمنحنا فرصة لاكتشاف أنفسنا وقدراتنا على مواجهة التحديات مهما كانت صعبة أو خطيرة.

 الفائدة الخامسة تعمل على توسيع مداركنا و رؤيتنا للأشياء بشكل أفضل.

 

نأتي الأن إلى أحد أهم المشاكل وما هي الفوائد العظيمة لها انها المشاكل الزوجية والأسرية

تعتبر المشاكل الزوجية والأسرية من المشاكل المعقدة في إيجاد الحلول لها وذلك بسبب طبيعة وتعقيد العلاقة وبسبب عوامل مثل ثقافة الزوجين وبيئاتهم المختلفة وطريقة تفكيرهم ونظرتهم للحياة وكذلك الأدوار التي يمارسونها في علاقتهم الزوجية، ولكن ما لا يؤخذ بالاعتبار ان خلف كل شر خير عظيم مخبأ لا يدركه إلا من كان صاحب رؤية مختلفة لجوانب الحياة المختلفة والذي لا يحصر ما يحدث في الحياة تحت مسميات محددة وضيقة، و بملاحظة ما يحدث أثناء الخلافات الزوجية فان

مناقشة المشاكل قد يولد شعورا” غير مريح. بسبب الخوف من الصدام او مواجهة الحقائق لكنه يفيد العلاقة على المدى البعيد.

لذلك فإن تجنب نقاش المشاكل التي يمر بها الزوجان عند حدوثها، يؤدي إلى انفجار مشاكل كبيرة لاحقا” بسبب وجود ملفات مفتوحة في العلاقة لم يتم العمل عليها وإيجاد الحلول المناسبة لها وهذا بسبب ان بعض الأزواج يتعامل مع المشاكل على اساس ان الزمن كفيل بحلها والحقيقة ان الزمن كفيل بالعمل على تراكم المشاكل فوق بعضها البعض.

وعدم مصارحة الزوجان عما يزعجهما سواء من علاقتهما او من بعضهما البعض وكبت ذلك يؤدي إلى تراجع الصحة النفسية والجسدية لكليهما وللعلاقة ايضا.

و الاختلاف هو الشيء الطبيعي في الحياة ولا يؤدي الى المشاكل إلا إذا تم معالجة هذا الاختلاف بشكل خاطئ دون مراعاة الطرفين وظروفهما، لذلك طريقة حل الخلاف بين الزوجين أهم من عدد الخلافات التي يمرون بها، لذا فان الخلافات المفيدة هي التي تساعد على فهم احتياجات الآخر ومخاوفه والتي تخلو من أوصاف الإهانة والإيذاء والتحقير.

لذلك يجب ان ندرك ان قلة الخلافات أو عدمها في الحياة الزوجية ربما تكون مؤشرا” على لامبالاة الزوجين ببعضهما،  والغياب التام للخلافات الزوجية  قد يكون مؤشرا” على قرب انتهاء العلاقة ووصولها إلى مرحلة البرود واللامبالاة والتبلد الشعوري لدى الزوجين، وفي الوقت نفسه فإن بقاء العلاقة الزوجية في حالة توتر دائم وخلافات حادة ومشكلات متواصلة هو مؤشر غير صحي أيضا”. لذلك يجب أن يتعلم الأزواج كيف يديرون خلافاتهم باستخدام مهارات حل المشكلات، لأن الخلافات الزوجية قد تكون فرصة لتقوية العلاقة بين الزوجين وتعميق ارتباطهما العاطفي والوجداني إذ استطاعا من تجاوزها بطريقة واعية وناضجة.

 إذا ماهي فوائد المشاكل الزوجية والأسرية؟

فرصة لكي يتعلم  كلا الزوجين وأفراد الأسرة كيف يتعاملون مع المشكلات في الأسرة ومع تحديات الحياة لاحقا.

تذكير للزوجين بوجوب تحسين شكل العلاقة و تطوير مهارات الذات وتجديد الحياة الزوجية والأسرية.

الوقاية مستقبلا من مشكلات قد يقع بها أحد الزوجين أو أحد أفراد الأسرة من خلال حل ومواجهة المشاكل الحالية.

في الحقيقة إن المشاكل الزوجية هي فرصة لإعادة صياغة الأهداف العائلية المشتركة، وهي أيضا” فرصة لتصحيح مسار بعض الأهداف في الأسرة.

تساعد على معرفة وتسليط الضوء على بعض السلوكيات السلبيات والإيجابيات لدى الزوجين ولدى أفراد الأسرة والعمل على تحسينها بعد انتهاء المشكلة.

فرصة لكي يتعلم الزوجان وأفراد الأسرة المصارحة بما يدور في أنفسهم، فا لمصارحة تساهم في سرعة علاج المشكلة و الحوار يساعد في فهم المشكلة واعطائها الحجم المناسب بخلاف الخوف من الحوار والتكتم من اجل عدم حدوث مشكلة.

بعض الأحيان افتعال المشاكل هو فرصة للتنفيس عن بعض هموم الحياة، والتقليل من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها أحد أفراد الأسرة مثل الجلطات والسكتة القلبية بسبب السكوت وكتم كل شيء في الداخل.

المشاكل فرصة لتدريب النفس على التكيف مع الآخرين وطباعهم وامزجتهم وأن ليس كل التوقعات والأماني نستطيع تحقيقها بالحياة.

ولذلك المشاكل فرصة لتدريب الزوجين على المرونة في التعامل تقلبات الحياة فمع الوقت يكون لدى كل منهما القدرة والمهارة على استيعاب المشكلة وسرعة علاجها.

إذا كيف استفيد من المشاكل في تطوير ذاتي؟

من خلال فهم المشكلة وتحديد أسبابها أستطيع أن أطور من مهارة الملاحظة والتفكير الناقد، ومن خلال تقبل المشكلة وعدم محاولة تجاهلها او إنكارها يتعلم الانسان  الشجاعة ومواجهة التحديات والثقة بالنفس وعند البحث عن الحلول والتفكير في الحلول الممكنة وتجربة كل حل والتعديل عليه حسب نوع وحجم المشكلة ينشط الدماغ للتفكير الإبداعي والناقد للحلول، واخذ الخطوة الأولى و التدرج في حل المشاكل يساعد على تطوير مهارات سلوكية مثل التخلق بالصبر والتأني والحكمة وكذلك طلب المساعدة وعدم التردد دليل على الشجاعة ومعرفة الإنسان للقدرات والمهارات التي يملكها وهذا يؤدي إلى تقوية نقاط الضعف والاستفادة من نقاط القوة .

لذلك دائما لكل مشكلة حل ولكل مشكلة وجهان أو وجهتان للنظر لها إما أن نعتبرها سلما نستخدمه في تطويرنا واما ان نتعامل معه انه سم قاتل لأحلامنا وطموحاتنا في الحياة ولا نقول إلا كما قال النبي صل الله عليه وسلم (لا يغلب عسر يسرين)  فالقرار قرارك ان خير فخير وان شر فشر.

وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا

 


المرض نعمة لمن يعرفه




واذا مرضت فهو يشفين تابلوه


كلنا نمرض بين فترة واخرى نتقلب بين مرض خفيف سهل ومرض صعب قليلا يمكن ان يزول ومرض عضال صعب برؤه ومرض ملازم لنا مدى الحياة.

تعددت أسماء الأمراض والمسمى واحد .
بصفتنا مسلمين يعلمنا الإسلام أن المريض بأي نوع من الأمراض يحصل على امتيازات لا يحصل عليها حال صحته وقوته  منها.
·    يخرج من مرضه كيوم ولدته أمه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)

·  وأنه تكتب بها الحسنات وترفع بها الدرجات، وهذا إذا صبر العبد يثاب على ذلك بالأجر العظيم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة).
·  يكون مستجاب الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة.
الدعاء عند المريض : فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ماتقولون .. قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي : قولي : اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة " قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه ، محمداً صلى الله عليه وسلم ".
إلى أخر ما في هذا البلاء من الأجر العظيم والثواب الكبير إذا صبر العبد واحتسب عند ربه ما يجد وهكذا نجد إن أمر المؤمن كله خير في حال المرض والصحة .
ولكن  المشكلة ليست في المرض أيا كان نوعه ولكنها في المريض فقط.
عندما يتعامل المريض مع مرضه وكأنه مشكلة تعيق حياته ونشاطه وتوقف قطار مشاغله اليومية في المحطة التي لا يحبها ولا يريدها، من هنا تبدأ المعاناة مع المرض ويطول امد الشفاء وقد لا يتحقق له الشفاء فيموت متذمرا متضجرا.
يتذمر من مرضه فلا يهنأ له النوم ولا يشعر بطعم الاكل ويتقلب بين الوجع والأنين ويركز على ما أصبح عليه من الآم وأوجاع فيتضاعف شعوره بمرضه ويتضخم ويصعب عليه أمره كله.
لكن ماذا لو ان هذا المريض تمهل قليلا ونظر لمرضه على انه استراحة اجبارية من مشاغل وهموم الحياة واجبر عقله على السكون والهدوء والاستراحة وقام في مرضه بما لم يقم به في فترة عافيته وفي وسط مشاغله ؟!
ماذا لو كان مرضه هذا فرصة لكي  يقوم بمراجعة شريط حياته ومشاغله ويقوم بتنقيحها وازالة الشوائب منها و ما علق فيها  لتكون حياته بعد شفائه هي النسخة الجديدة المعدلة والمطورة.؟!
ماذا لو قام هذا المريض بمشاهد الافلام او البرامج التي لطالما أراد أن يشاهدها ويستمتع بها مع عائلته او لوحده ولكن ضيق الوقت والمسؤوليات حالت دون هذه اللحظات الجميلة.؟!
ماذا لو انه عاد طفلا صغيرا بالاستماع للأطفال الذين من حوله الاستماع الى قصصهم وحواراتهم والعابهم وأنشطتهم لكي يخرج من عالم الكبار والقلق الى الطفولة والهدوء.؟!
ماذا لو نام عدد من الساعات أكثر من اللازم دون الشعور بالذنب.؟!
ماذا لو انه اقترب من نفسه أكثر وبدء  يتحسس ويتعرف على نقاط ضعفه وقوته  وعالج القصور وثبت المزايا اكثر واكثر.؟!
ماذا لوقرا الكتاب الذي لطالما أراد قراءته ولكن لضيق الوقت وكثرة المشاغل لم يستطع ذلك.؟!
ماذا لو اعتنى بنفسه بطريقته الخاصة على الصعيد النفسي وتوقف عن القلق لحظة واحدة مستسلما لما هو عليه الأمر.؟!
ماذا لو مارس الهدوء والاسترخاء ليسكن عقله الجائع والمدمن للحركة والتفكير طوال الوقت.؟!
ماذا لو قرر ان يتحسس أفعاله التي يقدمها لله وان يخلص فيها ويؤديها بهدوء وإتقان غير مسبوق.؟!
ماذا لو قرر ان يمرن نفسه على عادة جديدة مفيدة خلال مرضه وأن يتبناه بعد شفائه .؟!
الكثير من الأفكار لتحويل فترة المرض الكئيب الى فترة غنية بالمعرفة والمتعة لاكتساب خبرات حياتية جديدة واقتراب من الله وتصحيح المسار.
المرض رسالة لنا لنتوقف قليلا ونراجع حساباتنا وأفعالنا وسلوكنا .
المرض نعمة وليس نقمة وهذا يعتمد على كيفية نظر الإنسان لهذا الأمر والزاوية التي ينظر بها إليه .

شهية طيبة Bon appetite



كل انسان يمتلك  صحة وعافية في جسده وعقله وحواسه يعني ذلك انه عنده شهية جيدة للتمتع بمتع الحياة المختلفة من مأكل ومشرب وملبس وغير ذلك .
هذه المتع كلها وخاصة متعة تناول الطعام والشراب هي من المتع الرائعة التي لا يشبهها شيء على الاطلاق  فهي تأخذ حاسة التذوق الى مستويات مختلفة من اللذة والسعادة والفرح والاكتشاف لكل ملذات الطعام والشراب المختلفة .
فعندما نتناول الشوكلاتة او الايس كريم البارد المغطى بالكريمة اللذيذة


 او نتناول الكيك الشهي المغطى بالفواكه اللذيذة التي يسيل اللعاب عند رؤيتها مكومة ومزينة بطريقة فنية رائعة كما لو انها تحفة فنية ،

فكيف بنا  عندما نتناولها وندخلها الى فمنا فتذوب عذوبة ولذة ومتعة وننسى في غمرة هذه المتعة أي شيء يكدر صفو هذه اللذة الخالصة من المكدرات والمنغصات .

عندما نتناول الشكولاتة ونضعها في فمنا ترى ماذا يحدث في رحلتها  داخل فمنا المشتاق لها ؟؟؟



 تبدأ الشكولاته رحلتها الرائعة في داخل هذا الفم كما لو انها داخلة الى قاعة استقبال رسمية مليئة بالمحبة والمحبين و المعجبين الذين يتوقون الى رؤيتها واستقبالها والاستمتاع بوجودها فتبدأ تذوب حبا متبادلا  في هذا الفم العاشق لهذا اللقاء المنتظر مثل فتاة جميلة ترقص على انغام موسيقى رومانسية والفم مستمتع بهذه الرقصات والحركات الانسيابية من هذه الشكولاته الفاتنة حتى تنتهي هذه الرقصة بذوبانها تماما في الفم العاشق


وسيرها في ممشى جميل ورومانسي حتى تستقر في مكانها النهائي في المعدة والحواس والمشاعر الجميلة  قبل ان تختفي تاركة ذكرى جميلة لهذا اللقاء الرائع الفاتن .
هل يا ترى بعد هذا كله لا نشعر بالسعادة مع هذه الشكولاته اللذيذة  ؟
نعم ،نشعر بالسعادة معها ومع غيرها من كل طيبات الحياة بسبب الصحة الجيدة والشهية الطيبة التي نمتلكها للسعادة وللحياة .
وقس على ذلك كل شيء ممتع ومبهج في الحياة

لكن ياترى كيف هي شهيتنا للكلام وللثرثرة مع من نحب ؟


بعض الناس يصاب بقلة الشهية  للكلام وللثرثرة مع من يحب ويستمر في هذا الامر حتى يفقد شهيته للكلام وللثرثرة في كل التفاصيل الكبيرة والصغيرة في الحياة وفي مجريات الاحداث في اليوم والليلة ، فيخيم الصمت على كل  لقاء بين المحبين كما لو انهم يتكلمون مع اشخاص اخرين من داخل انفسهم ، يجلسون طويلا ويشعرون بطول الوقت لأنهم فقط بأجسادهم مع بعض وليس بأرواحهم أو قلوبهم ومشاعرهم، وعند اقل جرس تنبيه لهذا الصمت يبدؤون بمجاملة بعضهم البعض بالحديث في كلام وموضوع لا معنى ولا هدف له ، كأنهم يخفون فقدانهم لشهيتهم للكلام والثرثرة مع بعضهم البعض .

ترى لماذا ومتى يبدأ احدنا  تقل او يفقد شهيته للكلام وللثرثرة ؟
ان شهيتنا للثرثرة وللكلام مع من نحب تقل او تختفي عندما نبدأ رحلة جديدة ومغامرة الى المجهول حتى يصبح معلوما ، رحلة داخل انفسنا مع انفسنا فقط ، لا يشاركنا في هذه الرحلة احد سوانا .
فنبدأ نتحدث مع انفسنا أكثر ،ونتعرف عليها ، ونستكشف كل جانب من شخصيتنا التي لم نعرها اهتمامنا وانتباهنا ، كما لو اننا في مغامرة ممتعة وجديدة ولكن لوحدنا فقط ، نتحدث مع انفسنا دون ان يقاطعنا احد او دون ان نفقد التركيز في الحوار ودون ان نتقيد بشيء فنبدأ ننتقل من موضوع لموضوع دون سابق انذار ودون تذمر كما لو اننا في حفلة داخلية ممتعة وشيقة .
عند هذه المرحلة تبدأ شهيتنا للثرثرة تقل حتى تختفي وهذا ليس معناه ان هذا الشخص اصبح هادئا او ان قلبه تغير تجاه من يحب ولكن معناه اننا في رحلة استكشاف داخل انفسنا لنزداد 
معرفة بها وتقديرا لها بشكل افضل .

وفي النهاية لا اقول إلا شهية طيبة Bon appetit




خيبة الامل

متى يخيب أملنا في شخص ما في هذه  الحياة، سواء كان حبيب، او صديق، او عزيز أو ......الخ  ؟

متى نشعر بالغبن والغضب والحزن ؟ وندخل في حالة من التأمل الداخلي  لما وصل اليه حالنا ؟ متى نبدأ بالحديث الصامت الى انفسنا ؟ونتساءل كيف وصلت الى هذه المرحلة ومن الذي اوصلني اليها وكيف اخرج مما انا فيه ؟؟؟؟ والكثير من الاسئلة .


نصاب بخيبة الامل في انسان عندما نتوقع منه  شيئا ، عندما نظن انه يتمنى ما نتمناه !

يخيب املنا عندما نتوقع ان نحصل على شيء مقابل ما نقدم من حب واهتمام ورعاية وتعاطف .يخيب املنا عندما نظن انه يحلم نفس احلامنا ، وينظر للأشياء بنفس نظرتنا لها،

يخيب املنا عندما لا نحصل على ما نرجوه ونحلم به في هذه الحياة ، بالرغم مما فعلنا .


ولكن يا ترى من السبب في خيبة الامل هذه ؟!!!

هل هو هذا الصديق ! ام هذا الحبيب ! ام هذا الصاحب !  ام ........الخ

انه ببساطة نحن سبب خيبة الامل التي نحن فيها، او التي قد نكون فيها اذا  لم نتدارك انفسنا .

نعم نحن !! وذلك لأننا وضعنا كل احلامنا وامالنا ورغباتنا وامنياتنا في هذا الانسان سواء كان صديق ، أو حبيب ، او صاحب ، او .....ألخ

ربطنا احلامنا وسعادتنا ومصيرنا به . اعطينا كل ما لدينا له ولم نستبقي لأنفسنا منها شيئا.

فتكسرت كل هذه الامنيات والاحلام والآمال على صخرة الواقع ومعها ظهرت خيبة املنا .


ربما كان هذا الحبيب او الصديق او الصاحب او الاخ او ...... الخ 




وفي النهاية الحياة مليئة بالفرص للشفاء من خيبات الامل التي تصيبنا بين فترة واخرى .

كيف تفقد ثقتك بنفسك ؟؟


الثقة في الآخر، هي أساس العلاقات، مثل الصداقة، الزواج، العمل، التجارة وغياب هذا المبدأ يعني اختلال العلاقة وحلول مشاعر الخوف مكانها فتصبح الحياة صعبة على صاحبها.

الثقة لا تبنى بالحب أو الارتياح السريع النفسي، بل هي تدريجية تحتاج لسنوات وتبنى بالمواقف، والأحداث، والتجارب، ومشكلتها أنها قد تنهار في وقت قصير وسريعا.

ولكن كيف نفقد هذه الثقة؟؟؟

 لنأخذ هذا المثال لتوضيح كيف نفقد الثقة، عند امتلاك الفرد للأموال فإن أول ما يتبادر الى ذهنه كيف ينمي ويزيد من هذا المال ويبدأ في الادخار حتى يصل للرصيد الذي يحلم به، وفي حال كان الفرد طموحًا وشجاعًا فإنه سيستثمر هذا المال في مشروع ما يعتقد انه ناجح ومربح، ولكن بعض الاحيان الحماس الزائد يدفعه إلى استثمار كل ما يملك من هذا المال دون الاحتفاظ بشيء منه للطوارئ او لاي غرض اخر طمعا في الأرباح التي سيحصل عليها.

 

كذلك الثقة في بعض الأحيان قد تكون  استثمار غير مدروس او غير دقيق في شخصٍ آخر  بسبب الحب الشديد او التعلق او الحماس او حسن الظن المبالغ فيه، حيث  يتم تُوظّيف الذكاء والغرائز والحواس في تقييمه بناء على المشاعر والاحاسيس، وكنتيجة يتم تقديم الطمأنينة والاستسلام والمحبة المطلقة الغير مشروطة، دون الاخذ بعين الاعتبار والحسبان ان  هذه الثقة الزائدة او المطلقة ستؤدي إلى نتائج عكسيةٍ، مثل فقدان الثقة بالنفس، والشعور بالضياع، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، والحاجة إلى الاعتماد على الآخر في توجيه حياتك وفي النهاية يبدئ شعور الضياع وعدم القدرة على اتخاذ القرار ثم يؤدي ذلك  الى فقدان الثقة بالنفس نتيجة الثقة بشكل مبالغ فيه بالأخر.

وقد قيل عندما تثق بشخص بشكل كامل فإنك ستحصل على إحدى نتيجتين إما شخص مدى الحياة أو درس مدى الحياة.

لذلك لا نستهين بمنح الاخرين ثقتنا المطلقة وانما نمنح ثقتنا الغالية لمن يستحقها ويعرف كيف يحافظ عليها.

 

hk





الإجازة

holiday 

 

عندما نقرر السفر لقضاء الإجازة، نبدأ برسم مجريات الإجازة في عقولنا، وكيف يجب أن تكون، وماذا سنفعل فيها، ونصنع تصورا عن مقدار السعادة التي ستغمرنا في هذه الاجازة، وخاصة اذا كانت الاجازة هي السفر لمكان ما يبدو شيقاً.

original

تبدأ المتعة بفكرة الاجازة منذ لحظة التفكير في السفر لقضائها، فيبدأ الرجاء والأمل يحذونا والافكار السعيدة، وتأخذ المشاعر المفعمة بالسعادة تراودنا من اللحظة التي تبدأ التحضيرات لهذه الإجازة المرتقبة، وتصور المتعة والسعادة الذي نتوقعه عند انتهاء الإجازة وحين عودتنا منها وكم من الذكريات والصور الممتعة للأماكن التي زرناها، والمطاعم التي تناولنا فيها الطعام، وكم  من القصص والأحاديث والأحداث التي صادفتنا لنرويها لمن نحب،

ولكن ما يجب أن نعرفه أنه ليس من اللازم أو الضروري أن يحدث هذا كله لكل ما رأيناه أو عشناه في الإجازة من المتعة والسعادة...

Holiday Village Lanzarote - Pool and Sea View

فقد لا يحقق السفر للإجازة وفيها ما كنا نأمله ونرجوه منها فقد تحمل معها شيئا أو كثيراً من الأنكاد، أو أنها لم توفر كثيرا مما كنا نرجوه منها من تنقلات ومشاهد وارتياد مطاعم وملاهي وغيره، أي أنها لم يكن فيها ما يسر الخاطر ويبهج الفؤاد، ولكننا بالرغم من ذلك نعود منها ونحن في سعادة وسرور حتى يظن الناظر إلينا أننا حققنا فيها أسمى درجات المتعة، وقضينا فيها اجمل الساعات، ولكن في حقيقة ما حدث أننا حققنا فيها أشياء أخرى نافعة، فقد نكون قد حصلنا على اجابات لأسئلة طالما كنا نبحث عنها، وقد نكون قد تعلمنا دروسا طالما تمنينا ان نتعلمها ونطلع عليها، او على الأقل قد تعرفنا فيها على انفسنا وعلى الناس من حولنا بشكل أفضل، وخاصة في المواقف والمحطات الهامة في الحياة.

هذه هي الاجازة الحقيقية، الإجازة التي أضافت إلينا وإلى شخصيتنا شيئاً جديداً وبعداً آخر …

أتمنى لكم إجازة سعيد

الإجازة-الصيفية

فصول الحب

في السنة اربعة فصول تتقلب بينها الايام وتتجدد، وهذه الفصول تتصف بصفات معينة يختلف كل فصل عن الاخر.

فهناك فصل الصيف

الحار المشمس، في هذا الفصل تثمر الاشجار بأشكال وانواع الثمار الطيبة اللذيذة، وتنضج فيه الكثير من الفواكه الشهية، في هذا الفصل يطول النهار ويقصر الليل، ويطيب فيه الراحة والدعة بسبب الحرارة الشديدة والثمار الطيبة .

اما فصل الخريف

فهو الفصل الذي تشتد فيه الرياح وتهطل الامطار، ويميل الجو ان يكون عاصفا، وتتساقط فيه اوراق الاشجار، وليله ونهاره ليس كالصيف .

اما فصل الشتاء

فتشد فيه البرودة، وقد يهطل الثلج وتكتسي الاشجار حلة بيضاء من الثلج، وفي هذا الفصل يطول الليل ويقصر النهار، ويميل الانسان لارتداء الثياب التي تدفئه.

اما فصل الربيع

فهو فصل الجمال والحياة والمتعة والهواء العليل، فصل الالوان الزاهية والروائح الجميلة التي تفوح من النباتات والأزهار، ويزداد جمال هذا الفصل انه يأتي بعد فصل الشتاء بعد البرد الشديد، فهو اجمل فصول السنة، في هذا الفصل تكتسي الارض والأشجار حلة جميلة زاهية الالوان، وتغرد الطيور وكأنها تزف هذه الارض المتزينة للسعادة والراحة والانشراح .

كذلك الحب له فصول و يمر بفصول مثل فصول السنة، فهناك صيف الحب الحار الذي تتدفق فيه المشاعر والأحاسيس والعواطف وتنساب بحرارة وقوة بين المحبين، في هذه المرحلة لا يمكن الاقتراب من المحبين بالنصح والإرشاد والتوجيه.

ثم يأتي خريف الحب فتبدأ عواصف الاختلاف والتباين بين الحبيبين تظهر، فيتصادمان وتهب بينهما عاصفة قوية وكان هذه العاصفة اعصار قوي سيدمر هذا الحب ويبيده .

ثم ما يلبث ان يأتي شتاء الحب، فتصاب علاقة الحب بالبرودة الشديدة ويكسوها الثلج، فلا يتبادل الحبيبين أي عبارات تدل على الحب والوله والشوق والاهتمام، فيشعران انهما فقدا الشغف بينهما، حتى انهما يلتزمان الصمت اغلب وقتهما .

ثم يأتي بعد هذا الصمت القاتل والبرودة الشديدة وبعد العواصف التي مرت، ربيع الحب فيذوب الثلج الذي تراكم على قلوب المحبين  وعلى مشاعرهما وادخلهما في سبات شتوي، وتبدأ أزهار الحب تزهر وتنشر عبيرها في الارجاء، وتبدأ شمس النهار تنشر ضوئها في سماء المحبين، وتهب نسمات عليلة تأذن لأزهار قلوب الوالهين بالتفتح، فينتفض هذا القلب ويهب من سباته، ويخفق بقوة معلنا عودته للحياة.

هذا هو الحب الحقيقي

يمر بحرارة شديدة ثم تفتر وتبرد هذه الحرارة قليلا فإذا ما أتى عليه خريف الحب بعواصفه لحقه بسرعة شتاء الحب فتتجمد المشاعر وتكتسي بالصقيع ثم يأتي بعد ذلك ربيع الحب بلطفه يذيب هذا الثلج المتراكم ويذهب هذا الصقيع الذي اصاب هذه المشاعر فيبث فيها طاقة هائلة لطيفة ساحرة مؤذنا بعودة الحياة للقلب الممتلئ عشقا ويبدأ هذا الحب يعيش دورة حياة كاملة وحقيقية تزيده قوة وصلابة في مواجهة فصول الحب القادمة ....

نافذة على الحياة

بإمكان الإنسان النظر الى الاشياء في الحياة من زاويتين اثنتين خاصتين، أو لنقل من خلال نافذتين

اما ان يراها من خلال نافذة القلب

او ان يراها من خلال نافذة العقل

ومن النافذة الذي سينظر الإنسان بها الى الاشياء سوف يتغير معناها ومفهومها عنده، حتى شعوره نحوها سيتغير

في هذه التدوينة اريد ان اتحدث عن كيفية النظر للمشاكل والمصاعب في الحياة، وهذا الكلام ينطبق ايضا على السعادة والشقاء والحزن والفرح وكل ما يهم الانسان

فعندما ينظر الإنسان الى هذه المشاكل والمصاعب والعقبات من خلال نافذة القلب والمشاعر فقد يتوهمها سلسلة من الجبال التي يصعب ازالتها وإبعادها عن طريقه، فيصاب حينها بالاكتئاب والإحباط، وتخور قواه، وتتعطل كل اجهزته الحساسة عن التفكير والعمل بكفاءتها، وفي النهاية قد يعلن انهزامه ويستسلم لليأس والحزن، وعندها سيحتاج إلى طابور من مهندسي الصيانة لإصلاح العطل والضرر.

اما ان نظر الإنسان لهذه الصعوبات والمشاكل من خلال نافذة عقله، سيجدها نافذة صافية ليس عليها غبار او تغطيها ستارة معتمة، وسوف ينظر الى كل هذه المشاكل والصعوبات نظرة مجردة وموضوعية كتحديات في الحياة، تتطلب نوعاً من العراك ليتجاوزها الإنسان الى غيرها نوعا وكمّاً، مثل التمارين الرياضية التي تبدأ بتمرينات بسيطة تنمي اللياقة البدنية حتى تجعل ممارسها ذا قوة ترفع عنده مستوى القدرة على مواجهة تحديات أكبر وأعظم، وهذا بالضبط ما يحدث عند مواجهة المشاكل والصعوبات التي يتناولها الإنسان من نافذة العقل، فتزيده قوة وحكمة وذكاء وخبرة ونضج، فيشعر بمتع الحياة بشكل حقيقي وليس وهمي، ويبدأ الإنسان يعرف و يشعر بقيمة كل شيء وبشكل صحيح، ويعرف بهذه المشاكل والصعوبات قدْره وقيمته عند نفسه وكذلك مكانته وقوته عند الاخرين .

وفي النهاية هذه هي الحياة سرورها أعظم بكثير من أحزانها

خواطر منوعة

 

سوف أبدأ بكتابة هذه الخواطر المتفرقة وليس مهماً أن ألتزم بأي شيء فهذه الخواطر لا تعني أحداً سواي ولست مهتمة بمن سوف يقرأها بقدر ما انا مهتمة بمن سوف يستفيد منها ويشعر بها ......

  • * هل جربت يوما ان تشتري هدية ليست غالية الثمن لتقدمها لشخص عزيز عليك ، ثم تكتشف ان الهدية اغلى واثمن من هذا الشخص ، هذا تماما ما يحدث عندما نسيء تقدير الاشخاص في حياتنا .

فهناك اشخاص يمرون في حياتنا وقد يكونون يعيشون بيننا ونجعلهم في مكانة عالية ونعطيهم اكثر مما يستحقون.

وهناك اشخاص يعيشون خلف كواليس حياتنا يديرونه حتى دون ان نشعر نحن بذلك، وبمجرد غيابهم نشعر بفراغ كبير داخل قلوبنا لا يملئه إلا وجودهم معنا وبيننا هؤلاء الذين يقال فيهم (لو كان يهدى الى الانسان قيمته لكان يهدى لك الدنيا و ما فيها ) ..

* الشيء الوحيد الذي يجعل كلامك صحيحاً عند نفسك وعند الاخرين هو إخضاعه للتجربة، الفرق الذي يمكن أن يحدث من خلال التجربة هو فقط بيان صحة كلامك وصدقه ، لذلك الرأي الذي تصنعه الخبرة والتجربة خير من الرأي الذي يصنعه أصحاب الرأي والفلسفة .

* هل هناك خيار امن في الحياة سواءً في علاقة المرأة والرجل ، او الاصدقاء مع بعضهم البعض ، او العمل والطموح او أي قرارات، في الحقيقة ليست هناك خيارات امنة في الحياة، خيارات خالية من المشاكل والأزمات والمطبات، ببساطة لان الحياة  ليست خط مستقيم، بل هي خطوط غير مستقيمة متداخلة بعضها ببعض، لذلك كن مستعدا لمفاجآت الحياة والتعامل مع مقالبها المحببة وغير المحببة ،ومزحها الثقيل بعض الاحيان  .

* عندما نتحدث عن الوقت يبدو الكلام سهلا وبسيطا، وذلك لوجود الساعة التي ترسم لنا شكل الوقت ليسهل علينا ادراكه، ولكن في الحقيقة الوقت شيء غير محسوس، ولكنه شيء نشعر به وبوجوده وتأثيره، فعندما نعيش حالات من السعادة وصفاء القلب والراحة، يبدو الزمن قصيرا لدرجة اننا لا نشعر حتى بالسنوات التي تمر او التي مرت  .

ولكن عندما نعيش حالات من التشويش الذهني وعدم الصفاء الروحي والقلبي والعقلي، عند ذلك  يصبح الوقت ايضا مشوشا فلا يعود هناك قيمة لليل او نهار تتساوى الاشياء وطعم الاشياء ايضا  كما لو ان احاسيسنا اصابها الخدر، ونفقد الشعور بالوقت .

وعندما نعيش حالات من الخوف والقلق والحزن والهم والنكد، يبدو الوقت طويلا جدا لا ينقضي، كأنما يمعن في إيلامنا وتعذيبنا فلا يتحرك، عند ذلك يتوقف الوقت عند هذا الشعور ويطول كأنه لن ينقضي .

لذلك نشاهد دائما ان من تعافى او في طريقة للعافية من الالام والأحزان والهموم لا يحب ذكرى ذلك الوقت، كما لو انه سيعود لذلك الوقت وفي الحقيقة هو يعود لذلك الشعور والاحساس فقط .

الذكريات التي لا تشيخ

 
هذه المرة أريد أن اكتب عن وصفة رائعة ومجربة للخروج من حالة الحزن أو الضيق أو المزاج السيئ أو الهم أو الملل  أو أي شيء يعكر الصفو الهادئ أو يصيب الإنسان بالطفش هذه الوصفة بسيطة جدا ومتوفرة لدى الجميع وتتمثل في ............... البوم الصور!!!!!يفكرلا أعلم
نعم البوم الصور ! قد يبدو الأمر غريبا نوعا ما، ولكن هذه هي الحقيقة،ابتسامة
قد يتساءل المرء ما الذي سوف يفعله البوم الصور بحالتي ومشاكلي والقرف الذي اشعر به من الناس والدنيا والحال؟؟ وكيف سيغير حالي ؟!!!
مالا يعرفه البعض أن كل صورة في البوم الصور هي تاريخ، ذكريات، مشاعر، عواطف كامنة، أفراح وأحزان، أسرار لم يطلع عليها أحد داخل هذه الصورة أو تلك تجربة حب خفية لم نطلع أحد عليها، أو ربما نظرة إعجاب مرت دون أن ينتبه لها أحد، إعجاب بالنفس ،إعجاب بشخص ما في الصورة.   
عندما نتصفح البوم الصور صورة صورة، فإننا ومع تصفح الصور ودون أن نفكر تتسلل أيدينا إلى بعض الصور فنخرجها من مكانها، ونتحسسها بأيدينا ونتأملها طويلاً،  كما لو أننا نتحسس ونتلمس مشاعرنا واحاسيسنا وافكارنا برفق وهدوء، ونبدأ في تأمل الأشخاص الذين في الصورة سواء كنا نحن في الصورة أو لم نكن، فتعود بنا الذكريات إلى لحظة التقاط الصورة فتمر الذكريات أمامنا كشريط متحرك ونبدأ نتذكر كيف كانت الأجواء لحظة التقاط هذه الصورة، وماذا حدث في ذلك اليوم، ومن كان فيها، حتى أننا نتذكر الكلام الذي دار ذلك اليوم، ولن أبالغ إن قلت أننا سنتذكر العطر الذي كان يضعه فلان أو فلانة، حتى نكاد نقول أنني أشم العطر الآن، سنتذكر كل التفاصيل الصغيرة الغير مهمة، وملامح الأشخاص، وأماكن الأشياء، وقبل أن نخرج من هذا الجو سنأخذ نفسا عميقا و سترتسم إبتسامة هادئة وجميلة على وجوهنا ، كأننا نقول ما أجمل تلك الأيام ، ونبدأ رحلة جديدة مع صورة جديدة في ذكريات لا تشيخ .......

مختارات شعرية

*  صبرا جميلا ما اقرب الفرج

   من راقب الله في الأمور نجا

    ومن رجاه كان حيث رجا

 

*  فخفف عن القلب بالهموم مسليا

    لعل الذي تخشاه ليس يكون

    وكن واثقا بالله في كل حالة  

     فما من شدة إلا وسوف تهون

 

*  لا تجزعن إذا نالتك موجعة

   واضرع الى الله يسرع نحوك الفرج

   ثم استعن بجميل الصبر محتسبا

  فصبح يسرك بعد العسر ينبلج

  فسوف يدلج عنك الهم مرتحلا

   وان اقام قليلا سوف يدلج

* دع الامور تجري في اعنتها

   ولا تبيتن إلا خالي البال

ما بين غمضة عين وانتباهتها

  يغير الله من حال الى حال

*   لا تعجلن فليس الرزق بالعجل

     الرزق في اللوح مكتوب مع الاجل

    فلو صبرنا لكان الرزق يطلبنا

     لكنه خلق الانسان من عجل

* وكم من صديق تحسب الخير قصده

   فتبدوا على مر الليالي مهازله

  ومن سار في الدنيا بغير طريقة

   فقد بات والاوهام سم يداخله

   تناول من الأغصان ما تستطيعه

  ودعك من الغصن الذي لا تطاوله

 

* الا ان قرب الدار ليس بنافعي وقلب الذي تهواه منك بعيد

    وليس غريبا من تناءت دياره ولكن من يجفى فذاك غريب

   ومن يغترب والإلف راع لعهده ولو جاور السدين فهو قريب

  

* لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب    

     ولا ينال العلا من طبعه الغضب

 

* ايها الركب الميمم ارضي اقرا من بعض السلام لبعض

   ان جسمي كما علمت بارضي وقلبي وساكنيه بارضي

  قد قضى الله بالفراق علينا فعسى باجتماعنا سوف يقضي

 

* تهدى الامور باهل الراي ما صلحت

   فان تولوا فبالأشرار تنقاد

 

* اني لا يثنيني عن الجهل والخنا وعن شتم ذي القربى

  خلائق اربع حياء واسلام وتقوى وانني كريم ومثلي قد يضر وينفع

* من يسأل الناس يحرموه  وسائل الله لا يخيب

   ساعد بأرض إن كنت فيها ولا تقل إني غريب

* وإذا هممت بأمر شر أتئد وإذا هممت بأمر خير فافعل

   واستغني ما اغناك ربك بالتقى وإذا تصبك خصاصة فتجمل

وإذا تشاجر في فؤادك مرة أمران فاعمد للأعف الأجمل

* كل المصائب قد تمر على الفتى

    فتهون غير شماتة الحساد

 

* لهونا لعمر الله حتى تتابعت ذنوب على اثارهن ذنوب

   فياليت ان الله يغفر ما مضى ويأذن في توباتنا فنتوب

  اقول اذا ضاقت علي مذاهبي وحل بقلبي للهموم ندوب

  لطول جناياتي وعظم خطيئتي هلكت ومالي في المتاب نصيب

  ويذكرني عفو الكريم عن الورى فأحيا وأرجو عفوه وأنيب

  فأخضع قولي وأرغب سائلا عسى كاشف البلوى على يتوب 

الحب المجاني

الحب هذه الايام اصبح له سمى مميزة، وخاصية فريدة من نوعها واصبح غريبا ، هذ الايام الحب له ثمن او بطريقة اخرى اصبح له قيمة مادية، ولا اعني هنا الحب بين الرجل والمرأة فقط، ولكن اقصد ايضا حب الاخ لأخيه، حب الأبناء لوالديهم، حب الوالدين لأبنائهم، حب بعض الأصدقاء لبعضهم البعض، واي نوع من انواع الحب، فعندما يحب الرجل المرأة وتحب المرأة الرجل فإنهما يعملان على  ان يثبتا صدق حبهما لبعضهما البعض، وذلك بتقديم شيء مادي( هدايا باهظة الثمن )، او تقديم تنازلات تحت مسمى الحب، وكلما كان الثمن باهظا كلما برهن ذلك على قيمة هذا الحب، فيصبح عند ذلك هذا الحب حب مدفوع الثمن، ولا يصبح هذا الحب مجاني، وعندما يحب الأبوان أبنائهما فانهما مطالبان  ان يثبتا لأولادهما انهما يحبانهما فيبدآن بتقديم  اشياء مادية لهما ( هدايا ومشتريات وتحقيق رغبات مادية ) تدل على قدر حبهما لأولادهما، وكذلك الأبوان يطلبان ثمنا لحبهما لأبنائهما فيتدخلان في حياة اولادهما وفي مصيرهما (في زواجهم واختيارهم لشريك الحياة وفي دراستهم وتخصصاتهم  )، ويقرران اي شيء عن حياتهما  بالنيابة عنهما دون ممانعة من الأبناء، لأنه هذا هو الواجب تجاه والديهم اللذين رباهما(كما يظنان )، وكلما استسلم ابناءهما لهما فهذا يدل على قدر الحب الذي يحبانه لهما وهكذا، لذلك فقد الحب هذه الأيام طعمه اللذيذ، ورائحته الزكيه، وفقدت كلمات الحب معناها الحقيقي،

إذاً ما هو الحب المجاني ؟؟؟؟

الحب المجاني ليس هو الحب الرخيص او السهل او الخفيف او السريع ، إنما هو الحب الذي يحدث بهدوء وبقوة وبثبات ،هو الحب الغير مشروط، الحب الذي نقبل فيه الطرف الاخر بعيوبه، بأخطائه، بنقصه، بجهله، بغبائه، وبذكائه، بكل مشاكله العلنية والسرية،   سوآءا كان هذا المحبوب رجل او امرأة، او طفل او صديق، او اب او ام، او جار او عمل، او اي شيء يحبه الانسان. نقبله بما فيه وبما هو عليه ، فنعمل على تعليم الجاهل، وتصحيح خطأ المخطئ، وستر عيوب صاحب العيب، والصبر على غباء الغبي، وإكمال نقص الناقص، ومعاونة صاحب المشاكل في حل مشاكله،

 

اللياقة البدنية ، أم اللياقة الأخلاقية ؟؟؟؟؟؟

عندما نريد أن نكتسب لياقة بدنية للحصول على جسم متناسق قوي ورياضي يدوم طويلا فهناك طريقتان لتحقيق هذا الهدف إما أن نلتحق بأحد الأندية الرياضية لممارسة الرياضة والمثابرة على ذلك في النادي الرياضي حتى تحقيق الهدف ، أو نستعين بمن عنده خبرة في هذا المجال مثل المدرب الشخصي أيضا للوصول للهدف المنشود ، وفي كلا الحالتين سوف نمارس التمارين الرياضية المختلفة لتمرين جميع عضلات الجسم ، وسوف تبدأ هذه التمارين الرياضية سهلة ، ثم ستزداد صعوبة بالتدريج حتى الوصول للنتائج المرجوة ، الملفت للنظر في هذا الأمر كله هو الألم المبرح الذي سنشعر به من جراء ممارسة الرياضة لدرجة أننا نفكر طوال الوقت التخلي عن ممارسة الرياضة  تفاديا لهذه الألام المبرحة  ولكن بمجرد تناول المسكنات و زوال الألم نبدأ بنشاط وحماس لمتابعة ممارسة الرياضة ، وهكذا نكون في حالة مد وجزر في قرارنا  بالاستمرار في ممارسة  الرياضة أو تركها بسبب مانشعر به من ألم ، وما إن تعتاد عضلاتنا الخاملة النشاط الرياضي  نبدأ نأنس للرياضة ونستمتع بها بل أننا نتحدى أنفسنا كلما وجدنا صعوبة في القيام بتمرين ما .

هذه الحالة  باختصار هي ما نمر به  عندما نبدأ بممارسة الرياضة وهي تماما ما يحدث عندما يبدأ الإنسان بممارسة التمارين الأخلاقية للوصول إلى اللياقة الأخلاقية .

اللياقة الأخلاقية هذا المصطلح الذي أحب أن أطلقه  لإنسان يحاول تحسين أخلاقه باستمرار والارتقاء بها للوصول إلى درجة عالية جدا من حسن الخلق  ، فعندما يسعى الإنسان للوصول إلى هذا الهدف  _اللياقة الأخلاقية  _ يواجه صعوبات شديدة جدا في بادئ الأمر ، وكأن الله يختبره ويختبر صدقه فيما عزم عليه فتراه يتعرض لصنوف من سوء الأخلاق ممن حوله وتحديات شديدة  فيبذل الإنسان كل جهده وطاقته لتجاوز هذه الصعوبات والعقبات  والتغلب عليها والانتقال بنفسه  للمرحلة التالية ، فمثلاً  عندما يقرر الإنسان أن يكون حليما  ولديه القدرة على السيطرة على غضبه تبدأ لديه مرحلة التسخين مباشرة نحو هذا الأمر فيتعرض لأمر تافه ولكنه يسبب له الغضب الشديد فيتذكر قراره بأنه سيكون حليما فيحتمل هذا الأمر حتى  ينقشع مسبب الغضب كسحابة صيف ثم يتعرض هذا الشخص مرة أخرى لأمر أشد وأكثر إغضابا وهكذا فإذا كان متيقظا لنفسه ولسلوكه ولما يمر به سوف يجتاز هذا الاختبار وسوف يصل هذا الشخص إلى مستوى يعرف فيه كيف يتعامل بهدوء مع كل الأمور التي تمر به في حياته وتفقده الصبر فيكون بذلك وصل إلى لياقة عالية فيما يخص خلق الصبر وهكذا في بقية الأخلاق الحسنة .

طبعا هذه التحديات والصعوبات تظهر حقيقة من بكى ممن تباكى أي الصادق والمدعي ، لذلك من أراد أن يبدأ تمارين أخلاقية لاكتساب اللياقة الأخلاقية عليه أولا أن يكون صادقا فيما يريد ، وأن يبتغى بعمله هذه رضوان الله تعالى حتى يعينه الله فيما يريده ، وأن يكون ذا عزيمة لأنه كما قيل إم كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن أفة الرأي التردد

بهذين الشرطيين أنا شخصيا أضمن الحصول على اللياقة الأخلاقية التي توصل الإنسان لدرجة القائم الليل الصائم النهار كما ذكر رسولنا .

لو كنت سيارة !!!!!!!!!

الكثير منا شاهد فيلم الإنمي الشهير the cars 

40953_1178175451

عن نفسي شاهدت هذا  الفيلم  ثلاثة مرات

المرة الأولى كانت بالصدفة المحضة وطبعا لم أشاهده كاملا وذلك لأنه لم يلفت نظري كثيرا وخاصة أنني لا أهتم بالسيارات ولا بأي شيء يتعلق بها

والمرة الثانية شاهدته إجباري مع مشاهدين أخريين للفيلم

أما المرة الثالث والأخيرة فكانت مشاهدتي له  بمحض اختياري وذلك لأنني لم أكن أرغب بمشاهدة شيء أشغل ذهني بمشاهدته ومتابعته بلهفة وحماسة كما هي العادة أثناء مشاهدة الأفلام بل كنت أرغب أن أشاهد شيء خفيف ولذيذ ، وفي الحقيقة لفت نظري شيء ممتع ومسلي في الفيلم وهذا هو الذي دفعني لكتابة هذه التدوينة ، وهو أن السيارات في الفيلم كانت تجسد الأدوار البشرية فهناك الشرطي ، وهناك عامل التصليحات ، وهناك الجرافة التي تعمل في المزرعة ، وهناك الطبيب ، وهناك سكان المدينة

وغير ذلك من الشخصيات ، وفجأة خطر في بالي هذا السؤال ماذا لو  كنت سيارة فأي نوع من السيارات أختار أن أكون ؟

ونظرا لأنني لا أفقه شيئا عن عالم السيارات فسوف يكون من الصعب علي اختيار نوع السيارة التي أرغب أن أكونها ،  ولكني رأيت أن أطرح هذا السؤال لكل من سيقرأ هذه التدوينة وأرجو أن أحصل على منهم على إجابات  . لو كنت سيارة فما نوع السيارة التي ستكونها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

mater_800x600

ربما يبدو السؤال غريبا ومضحكا ، ولكن أنا متأكدة أن ثمة علاقة أو أوجه تشابه بين الناس ونوعية سياراتهم .

40953_1178175438

 

شرخ العلاقات

عندما نكون في حالة حب (لدرجة العمى ) وإندماج مع من نحب نغفل عن كل العيوب والنقائص التي تمر علينا في هذه العلاقة ، و لا نكون مستعدين لملاحظتها وإصلاحها والعمل على تطوير العلاقة ، كما لو أننا نكون في حالة سُكر ونكون كما قال الشاعر (((وعين الرضا عن كل عيب كليلة ))) ،لكن عندما ننتقل من حالة الحب هذه إلى حالة الملل والكراهية والبغض نتيجة لأي عاصفة قوية تمر بنا ،أو تغيرات تظهر في حياتنا أو يتقادم الزمان بهذه العلاقة ، يصبح لدينا عينا صقر لمشاهدة وملاحقة وملاحظة النقائص والعيوب التي لدى الطرف الأخر وفي هذه العلاقة ، وننتقل للمرحلة الثانية التي قال عنها الشاعر (((وعين السخط دوماً تبدي المساوئ))) .

ترى ما الذي قلب الموازيين من حالة الحب إلى درجة العمى والهيام إلى حالة من الكراهية لدرجة الموت والسخط الشديد ؟؟؟!!!!!!! أعتقد أن السبب لهذه الحالة هو فقدان التوازن في شكل العلاقة الإنسانية ، التوازن الذي ليس فيه إفراط أو تفريط بل ترك الباب موارباً في نظر كلا الحبيبين أو الصديقين أو أياً يكن إلى علاقتهما وإلى شخصيهما كإنسان لديه الكثير من العيوب والنقائص والأخطاء ،والتعامل مع هذه الأخطاء والعيوب والنقائص بعقل وليس بنصب حبل المشنقة لإعدام المقصر و المخطئ وقليل التجارب .

هناك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم يتناول هذا الأمر قال عليه الصلاة والسلام :

(((أحبب حبيبك هوناً ما ، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما ، وأبغض بغيضك هونا ما ، عسى أن يكون حبيبك يوماً م ((( .

هذا الحديث قليل من الناس من ينتبه له ويحاول فهمه وتطبيقه في علاقته مع الأخر معنى هذا الحديث باختصار ((لا تسرف في الحب والبغض ، فعسى أن يصير الحبيب بغيضاً ، والبغيض حبيباً ، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم ، ولا في البغض فتستحي منه إذا أحببته((.

إذاً هذا الحديث يرسم خط واضح ويضع نظام لما يجب أن تكون عليه العلاقات الإنسانية من محبة ومودة وبغض وكره بين الأشخاص بصفة عامة ، وخاصة بين المحبين ، سواء كان هذا الحب بين رجل وامرأة ،أو بين الأصدقاء بعضهم مع بعض ، وجعل لها نظاماً ، وذلك لكي يحافظ على طول عمر هذه العلاقة والمحبة والمودة ، ولكي يحميها من الفشل والانكسار والشرخ الذي ممكن أن تتعرض له أثناء مواجهة المشاكل والتحديات والصعوبات وتقلبات الحياة .

ولكن البعض منا قد يصاب في علاقته مع شخص أخر بشرخ أو انكسار فيقول (أللي انكسر ما يتصلح – وكل شيء بيننا انتهى - وأنا كنت مخدوع أو مخدوعة بك والكثير من هذه العبارات الصاروخية ) .

هذا الكلام صحيح في حالة المزهرية والزجاج ، وفي حالة الجاهل الذي لا يعرف حقيقة النفس الإنسانية التي تحكمها نقاط الضعف وقلة العلم والتجارب المحدودة .

أما في حالة العلاقات الإنسانية فهذا الكلام غير صحيح لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لأن هناك أشياء كثيرة جمعت بين شخصين في هذه العلاقة ربما أحلام تمنوا أن تتحقق يوماً ما ، أيام جميلة قضوها معاً ، تجارب صعبة مروا بها ،آلام وأمال مشتركة ، مواقف مضحكة ومحزنة ومفرحة ومقالب وذكريات وغير ذلك كثير .

لذلك لا يمكن مسح هذه العلاقة من الذاكرة ومن الأيام ومن العقل ومن القلب ومن المزاج والنفسية بكل بساطة بمثل هذه العبارات. وأخيراً فلنردد قول عمر رضي الله عنه : (( لا يكن حبك كلفاً ولا يكن بغضك تلفاً )) .