‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع في التربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مواضيع في التربية. إظهار كافة الرسائل

التربية بطريقة الرسول صلى الله عليه وسلم

عندما يغرم رجل بامرأة يقرر الزواج بها وفعلاً يبدأ أول الخطوات نحو هذا الزواج وتكوين الأسرة فيبدأ بالخطوبة وفي هذه المرحلة مرحلة الخطوبة أو كتب الكتاب كما يحلو للبعض تسميتها يبدأ زوجا المستقبل بالحلم لشكل حياتهما فيبدأن يتخيلان كيف سوف تتم مراسم الزفاف بكل تفاصيلها وعدد الغرف التي سوف يؤثثانها لبيت الزوجية ونوعية الأثاث الذي سيشتريانه وسيفرشان به منزلهما ثم ينتقلان إلى عدد الأبناء اللذان سيرزقانهما ناهيك عن أسماء هؤلاء الأبناء الذين لم يروا الدنيا بعد وكيف سيربيانهما وأي نوع من المدارس سيلحقان أبناءهما بها وأي تخصص في الجامعة سيدرسانهما إلى أخر هذه الأحلام وعندما يهبطان إلى أرض الواقع ويصلان إلى صفحة إنجاب الأبناء وأسمائهم وكيفية تربيتهم يصطدمان بواقع غريب وقاسي جداً أنهما ليست لديهما خطة واضحة لكيفية تربية هؤلاء الأبناء أو الأساليب المتبعة أو حتى لماذا عليهما إتباع هذه الطريقة في التربية دون أخرى .

وتبدأ عملية الارتجال والتجربة في التربية فيبدآن بقراءة الكتب الأجنبية المتخصصة في مواضيع التربية (طبعاً لعدم وجود كتب عربية في هذا المجال ) وثم تبدأ مرحلة تطبيق هذه النظريات والأساليب على رأس الطفل الصغير المسكين المولود على الفطرة ونبدأ تختلط هذه الطريقة الغربية بالتربية مع أساليب الأجداد والأعمام والعمات والأخوال والخالات مع أساليب الجيران والمجتمع والمدرسة والشارع والقائمة تطول فينتج لدينا طفل ذو تربية غربية وشرقية معاً ( يعني طفل مزدوج الهوية ) وهو لا يفهم سبب شعوره بالغربة النفسية التي يشعر بها بالرغم من أنه مولود في مجتمع مسلم لأبوين مسلمين .

الآن أين تكمن المشكلة الحقيقية في تربية هذا الصغير ؟

أعتقد أن المشكلة تكمن أن الوالدان لا يشعران بالفخر من الأساليب المتبعة في التربية في الإسلام وذلك إما لجهلهم بهذه الأساليب أساساً (وهذا الجهل طبيعي )،أو لجهلهم بوجوب إتباع هذه الأساليب ،أو بسبب شعورهم بالهزيمة النفسية أمام الأساليب الغربية الغازية للتربية .

عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم للبشرية وأرسى دعائم الدولة الإسلامية قام بتربية المجتمع المسلم تربية مثالية أنتجت جيلاً قوياً معتزاً بنفسه وبعقله وبكل شيء فيه ، وقد اتبع الرسول في هذه التربية أساليب كثيرة وهي طبعاً الأساليب التي أتبعها في تربية الكبار والصغار ، لأن التربية لا تنتهي عند عمر معين ، فالتربية هي فن نقل الأفكار ،ولكننا هنا نتحدث عن تربية الصغار ويمكن استخدام هذه الأساليب في تربية الكبار كذلك وفي تربية أنفسنا أيضاً ومن الأساليب المتبعة في تربية الرسول صلى الله عليه وسلم :

التربية بالملاحظة :

وتعد هذه التربية أساساً جسده الرسول في ملاحظته لأفراد المجتمع ، تلك الملاحظة التي يعقبها التوجيه والإرشاد ، والمقصود بالملاحظة ملاحظة الولد وملازمته في تربيته العقدية ، والأخلاقية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والعلمية ، والجسدية ، ولنذكر مثال على ذلك (جلس الرسول يوماً وفي يده صحفه فيها طعام ومعه غلام فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة فأخذ الرسول بيد الغلام وقال له : ياغلام سم بالله وكل بيمينك وكل مما يليك )هذه الملاحظة التي أعقبها التوجيه والإرشاد هي التي أنتجت جيلاً قوياً .

التربية بالعادة :

قال صلى الله عليه وسلم (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليه لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع )

ومعنى مروا أولادكم بالصلاة لسبع أي كرروا عليهم أمر الصلاة حتى يعتادوا هذا الطلب وعندما يصبح أمر التكليف قد آن يسهل عليهم القيام به

وقال ابن مسعود رضي الله عنه ( عودوا أبناءكم الخير فإن الخير عادة )

وحتى لو كانت النفس تألف الخير وتنفر من الشر فإن العادة تساعد على القيام بهذا الخير بيسر وسهولة .

التربية بالإشارة :

وتستخدم هذه الطريقة عندما يخطئ الطفل أمام الناس أو في مكان عام فتصبح نظرة الغضب أو إشارة اليد الخفية أو التعريض بالكلام كافياً في تربية الطفل وفي توجيهه

كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً، وكان إذا كره شيئًا عرفه الصحابة في وجهه. وكان إذا بلغه عن أحد من المسلمين ما يكرهه لم يوجه له الكلام، بل كان يقول: ما بال أقوام يصنعون كذا.

التربية بالترغيب والترهيب :

الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتقويم الاعوجاج

أولا : الترغيب

إن الأعمال التي يقوم بها الطفل لأول مرة تكون شاقة عليه ولا يفهم مغزاها وتحتاج إلى حافز يدفعه للقيام بها بسهولة ويسر كما أن الترغيب يعوده ويعلمه عادات وسلوكيات تستمر معه يصعب عليه تركها لذلك كان هذا الأمر مهماً جداً في تربية الطفل

وللترغيب نوعان مادي ومعنوي ولكل منهما درجاته وطرقه فابتسامة الرضا والتقبيل والضم والثناء وكافة الأعمال التي تبهج الطفل هي ترغيب في العمل ولكن ينبغي لنا أن نعرف أن الترغيب المعنوي مقدم على الترغيب المادي بشكل أساسي وذلك لأن الترغيب المادي يجعل المكافأة شرط للقيام بالعمل مثل أن يقوم الطفل بعمل واجبه المدرسي أو تناول طعامه لوحده أو خدمة والديه .

ثانياً : الترهيب

يكون الترهيب لتقويم السلوك المعوج وتعديل الأخطاء فقط وليس لتفريغ شحنة الغضب التي يحدثها سلوك الطفل في الأبوين وللترهيب درجات تبدأ بتقطيب الوجه ونظرة الغضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان المادي والمعنوي ثم الضرب

وقد يخطئ البعض عندما يبدأ بالضرب مباشرة لتعديل السلوك ولو بشكل سريع وهذا في الحقيقة قصور واضح في فهم حقيقة التربية وتعديل السلوك بالترهيب ، لأنه يجب أن يعرف الطفل السلوك الصحيح من السلوك الخاطئ أولاً ، ثم يمرن ويعود عليه ويصبر معه حتى يفهمه ويألفه جيداً ، ثم إذا أخطئ نبدأ بالتقطيب والعبوس .............الخ وتنتهي بالضرب إذا أصر على الخطأ ،

لذلك فإن عملية التربية هي عمليه مدى الحياة لا تنتهي ، وعندما نبدأ بها في سن مبكر للطفل تسهل الأمر عليه وعلينا في زرع القيم والمبادئ الأساسية للتعامل معه ، وتربيته بالطريقة التي أرادها الله تعالى .

وللترهيب ضوابط منها :

إذا حدث الخطأ أول مرة فلا يعاقب الطفل مباشرة بل يوجه ويعلم ويصحح خطأه

يجب إيقاع العقوبة بالطفل مباشرة بعد الخطأ حتى يفهم خطأه لأن الطفل ينسى بسرعة ما فعل

إذا كانت العقوبة هي الضرب فينبغي أن يسبقها الوعيد والتحذير وأن يكون الضرب لتعديل السلوك المعوج وليس لتفريغ شحنة الغضب

أن يتولى المربي الضرب بنفسه ولا ينيب أحداً أخر عنه في الضرب لأنه لؤم

أن يتجنب الوجه والبطن والصدر حال الضرب ويفرق مواضع الضرب فلا تكون في مكان واحد

إن ذكر الطفل ربه واستغاث به يجب إيقاف الضرب وذلك لتغرس في نفسه تعظيم الله سبحانه وتعالى

لا يخوف الطفل بدخول النار ولا يخوف بأن الله سيدخله النار لأن ذلك سيزرع عدم محبة الله في قلبه وكذلك لا يخوف بالطبيب أو الشرطي أو الظلام أو ما يحتاج إليه

لذلك ينبغي الاعتدال في الترهيب بالضرب أثناء تربية الطفل ويجب أن يفهم الأبوان أن هذه وسيلة من وسائل كثيرة يستخدمانها في تربية أبناءهما وليحذرا أن يجعلاها الوسيلة الوحيدة والفريدة في التربية لأنها ستفقد أثرها ونتائجها وستستخدم ضدهما من قبل أبناءهما .

هناك سؤال يتبادر إلى ذهن البعض منا يقول أن الطرق الغربية أو الوسائل الغربية في التربية الحديثة مفيدة ونافعة منها مثلا حبس الطفل أو ما يسمى (time out ) ، أو الحديث معه بهدوء وأدب مبالغ فيه ، حتى أن الناظر يشاهد كأن الطفل هو من يربي والديه وليس العكس وغير ذلك كثير؟

أقول إن هذه الطرق أو الأساليب فاشلة جداً عندنا ودائماً تعطي نتائج عكسية وذلك لأن الغرب أبتكرها وهي تناسب أفكاره ومفاهيمه وقيمه في الحياة ونظرته أيضا ونمط حياتهم المختلف عنا كلياً ،لذلك النتائج التي تعطيها هي نتائج سريعة ولكنها ليست دائمة وثابتة لأن أساليب التربية يجب أن تكون من جنس الأفكار التي نعتنقها نحن المسلمين والأهداف التي نرغب الوصول إليها من خلال تربيتنا لأبنائنا ، وفي هدي الرسول ما يغنينا عن استخدام الأساليب الغربية في تربية أبناءنا

دربي أبنائك على عدم الأنانية


تشكو الكثير من الأمهات من أنانية أطفالهم، وتقول دائماً إنها لا تعرف كيف أصبحوا هكذا، فأمهم لا تحب ذلك وأبيهم أيضاً، وسلوك الأنانية هذا يكره الأطفال في الطفل، بل والمحيطين جميعاً، فهو لا يحب إلا نفسه، ولا يميل إلى التنازل عن أغراضه، ولا يحب أن يشاركه أحد متعه، وألعابه. بل يحب أمه له وحده، أو أبيه له وحده.

وتزداد المشكلة تعقداً حينما يذهب هذا الطفل في زيارة مع أسرته ويتجمع بأطفال آخرين أو حينما تستقبل أسرته أسرة أخرى بها أطفال، وهنا تكون الأزمة، فالطفل لن يتركهم يلعبون بأشيائه، ولن يترك أمه تحمل أي طفل منهم، والعديد العديد من المواقف المحرجة للأم والتي تصيبها بألم تجعلها أحياناً ترفض الذهاب إلى أي دعوة .
ولكن كيف تكون الطفل هكذا؟ وهل لأسرته الطيبة دوراً في ظهور هذا الطبع السيئ؟

الإجابة ( نعم ) تربى الأسرة طفلها على هذه العادة دون أن تشعر، ولكن كيف ذلك؟ أقول لك: حينما تعمل الأم على توفير كل متطلبات الطفل في نفس وقت طلبها، ودون تأجيل ودون اعتبار لحاجات الآخرين سواء هي، أو أبيه، أو أخواته الآخرين.

وتعتقد الأم في ذلك بأنها تسعده ليخرج للحياة مشبع، ولا يشعر بالعوز، ولكن الأمر في الحقيقة غير ذلك، لأنه يصبح طفل لا يشبع، (وربما يكون ذلك ما دعا المصريين لوضع المثل القائل ( أولاد الشباعة جواعى )، أي من يشبع أهله تماماً لا يشبع ويظل جائع لأنه يطلب المزيد والمزيد). لا يؤجل رغباته، ولا يتحمل أن يشاركه الآخرون، فهو يعتبر نفسه الأساس والأول والأوحد والأجدر، والحياة لا تستمر هكذا فهناك من هو أذكى منه، وهناك من هو أجمل منه، و.......

وبالطبع هو لا يتحمل ذلك، فيرفض الحياة، ويظهر سلوكاً عنيفاً تجاه الآخرين، وربما لا يكون له أصحاب، ويلفظ من زملائه حين المدرسة.
ولكن كيف نربى طفل غير أناني؟ هل يمكن تدريب الطفل منذ الصغر؟

* عليك أن تعلمي طفلك من الشهور الأولى أن له آخرين محيطين به فتتركيه بعد إطعامه وتغيير ملابسه لتجلسي مع والده، وتتحدثي وهو على سريره أو في مقعده أمامكما.
*
في عمر السنة لا تستجيبي له فوراً إلا في حالة الضرورة، كأن يكون صراخه لجوعه أو لاتساخ حفاظته.
* في سن أكبر، ابلغيه بأن والده له جزء من الحلوى وأمه أيضاً، حتى لو كنت لن تأكليها ليعرف إن الآخرين معه يشاركونه.
* عوديه أن يعطى جزء من حاجاته للآخرين، الجدة أو العم أو الخالة، أو حتى الخادمة.
* إذا امتنع، أظهري أمامه شيئا يحبه، ولا تعطيه منه، وحينما يبكى قولي له إنك لا تعطى فلان فلا يجب أن تأخذ.
* حددي وقتا تشاهدين فيه التليفزيون أو تتحدثين إلى صديقاتك، وأبلغيه بذلك وأخبريه أن أمه أيضاً عندها نشاطات تقوم بها مثله تماماً .
لا تقلقي من بكائه أو إزعاجه، فسوف يتعود ويفهم.
لا تقلقي من إنه سوف يفهمك أو لا، فهو كصفحة بيضاء يمكنك أن تكتبي عليها ما تريدين ليحفر في شخصيته .


الرسائل الإيجابية في تربية الطفل

ليس من شك في أن الأهل يسعون جاهدين إلى تحقيق السعادة لأطفالهم في جميع المجالات الاجتماعية والعلمية والمالية والنفسية, هذه غاية كل أم وأب, والطفل منذ ميلاده يتعرض للعديد من المشكلات الغذائية والصحية, ويتأثر بالعديد من العوامل البيئية والنفسية ، والاجتماعية,

ونتيجة لكل ذلك تتشكل شخصيته. فدعونا نتكلم في هذا اللقاء عن أهم مرحلة من مراحل الطفل
وهي مرحلة ما قبل المدرسة, وما هي أهم المؤثرات في هذه المرحلة على الطفل. منذ أول لحظة من ميلاد الطفل إلي السنة السابعة من عمره يكون هناك مؤثران قويان ألا وهما الوالدان اللذان يستطيعان أن يضعا اللبنة الأساسية في تكوين شخصية الطفل, هذه المرحلة التي يقول عنها المربون أن الطفل كالورقة البيضاء يستطيع الوالدين أن يكتبا فيها ما يشاءان, وقد وضح لنا الرسول- صلي الله عليه وسلم- هذه القاعدة وقال ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه). أخرجه البخاري.
ويقول أبو العلاء:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وأشار إلى ذلك الأمام الغزالي رحمه الله حيث قال: ( الصبي قابل لكل نقش ومائل إلى كل ما يمال به إليه و إلى كل ما يقال). ويقول علم البرمجة اللغوية العصبية : أنه من الميلاد حتى السنة السابعة 90% من البرمجة تكون قد تمت,إذن الوالدان هما المؤثران الأساسيان في هذه المرحلة, ولكن كيف يستطيعان أن يبرمجا الطفل برمجة تكون لصالحه؟ وكيف تغير ما قد تبرمج عليه الطفل؟ نقول هناك تقنيات و أساليب عديدة تساعد في برمجة الطفل وهي كالتالي:
*إشعاره بذاته:
يخطئ كثير من الآباء والأمهات في النظر للطفل بأن حديثه وحركاته لا تأخذ بعين الاعتبار أو ليس لها معنى لذلك لايسمع لحدثه ولا يلقى لها بال. والعكس هو الصحيح يجب الجلوس مع الطفل والحديث معه والسمع له مع تصحيح بعض معلوماته, فهذا يشعر الطفل بذاته وأنه مهم عند والديه فبتالي يحاول أن يتحدث أو يتصرف بالذي يرضي والديه حتى يتقرب إليهما أكثر. وهنا يستطيع الوالدين برمجة الطفل وتعليمه كل ما يريان أنه في صالحه.
* الرسائل الايجابية:
هي عبارة عن كلمات مكررة يختزنها العقل الباطن ومع الأيام تنعكس إلي سلوك. ولكي نبرمج الطفل علي سلوك معين من خلال تقنية الرسائل الايجابية علينا التالي:

1- يجب أن تكون الرسالة واضحة ومحددة: أي أن توضح هل هي الشجاعة, الصدق, الذكاء......إلخ. كأن تقول له ( أنت قوي أو أنت صادق أو أنت ذكي..............).
2- يجب أن تكون الرسالة إيجابية: أي لا تبدأ بنفي مثال: لا أريدك أن تكون كاذب. والصحيح أريدك أن تكون صادق. أي تذكر الصفة التي تريد أن تبرمج عليها الطفل وليس العكس.
3- يجب أن يصاحب الرسالة إحساس قوي: الإحساس أحد المؤثرات في برمجة العقل الباطن لذلك يجب أن تكون الكلمة التي توجهها للطفل مصحوبة بإحساس قوي يتقبلها العقل الباطن ويبرمجها.
4- يجب أن تكرر الرسالة عدة مرات حتى تبرمج: بإمكانك كتابة الكلمة وتعليقها في غرفة الطفل مع قرأتها باستمرار.
* القصة قبل النوم:
يقول علم البرمجة اللغوية العصبية أن أفضل وقت يكون فيها العقل الباطن متهيئ للبرمجة هو مابين حالة اليقظة واستسلام الشخص للنوم. في هذه الحالة نستطيع برمجة الطفل من خلال القصة التي نذكر فيها ما نريد أن نوصله لعقل الطفل .

القواعد الأساسية لتأديب وتهذيب الأبناء

هناك مجموعة من الآليات العملية لمكافأة ومعاقبة الأبناء؛ لإنشاء وتعزيز وتقوية السلوكيات الطيبة والحسنة.وهي أيضا من شأنها السماح بالخطأ المقبول، وتجنب الخطأ الفادح، والتعلم من الأخطاء.

وسنورد القواعد مختصرة:

1- معرفة الأسس الثلاثة للتأديب:

يقسم علماء التربية الوسائل التربوية حسب أهميتها كالتالي: القدوة، والثواب، والعقاب.وهذه تتم من خلال البرمجة الإيجابية الوالدية؛ والتي تتم من خلال:

(أ) اللغة الإيجابية، من تدعيم وتعزيز وتشجيع وتقدير.

(ب) التكرار؛ حتى تتثبت القيم.

(ج) الحس والعاطفة؛ وذلك ببناء كثافة عاطفية لدى الطفل تحبب الشيء الإيجابي وتبني نوعا من الرفض النفسي للأشياء السلبية.

(د) الممارسة والتدريب؛ فيتدرب الطفل وتتاح له الفرصة بحرية للتجربة والخطأ.

2- فهم المعنى العملي للثواب والمكافأة:

ونقصد بها الطرق العملية، والوسائل التربوية لإثابة الأبناء؛ وذلك عند قيامهم بسلوكيات حسنة؛ فتحفزهم وتشجعهم؛ وهي أيضا الآليات العملية التي تعزز هذه السلوكيات الطيبة؛ سواء كانت أقوالا حسنة أو أفعالا جيدة.وهي نوعان:

أ- المكافأة الاجتماعية: ويقصد بها المكافآت المعنوية أو النفسية؛ والتي تثمر التحفيز والتشجيع.وهي نوعان:

- تحفيز إيجابي معنوي لفظي: مثل (المديح - المجاملة - الإطراء المخلص - المداعبات اللفظية).

- تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي: مثل (الابتسامة - التقبيل - المعانقة).

ب- المكافأة المادية: مثل (إعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - إعطاء نقود).

مع ملاحظة أن الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب فيه، بينما تأتي المكافأة المادية في المرتبة الثانية.

3- فهم المعنى العملي للعقوبات:

وهي الطرق العملية التأديبية التي نعاقب بها الأبناء، وذلك عند ارتكابهم لسلوكيات سيئة، سواء كانت قولية أو عملية.وهي نوعان:

- عقوبات لفظية: (اللوم - النقد - التنبيه على العواقب - التوبيخ).

- عقوبات حركية: (النظرة الصارمة - الحجز في مكان معين - الإيذاء البدني التأديبي كشد الأذن والضرب في أماكن لا تضره: "إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه").

4- ابدأ بالتصحيح الفكري للخطأ:

وتأمل كيف تعامل صلى الله عليه وسلم مع حفيده رضي الله عنه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كخ كَخ ارم بها أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟

فكما قال القاضي: يقال: كخ كخ بفتح الكاف وتسكين الخاء ويجوز كسرها مع التنوين وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات فيقال له كخ أي اتركه وارم به.

ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالزجر، بل أكمل نصيحته بأن زرع في نفس الحفيد الكريم هذا السمو وهذا التميز الرباني برسالة راقية إلى الصغير أن أكل الصدقات ليس لك ولمن هم في مقامك.

5- مارس التقويم العملي الميداني للخطأ:

وهو أن توضح للأبناء طريقة الخروج من الخطأ عمليا وبالتدريب الميداني.

وكذلك كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يؤدب الأطفال عمليا عندما يخطئون، فيُقَوِّم ويصحح برفق، إذن فليكن شعار المربين في تعاملهم مع أطفالهم: "تنحَّ حتى أُريك"، فإنه أدعى للعلم الصحيح، والعمل البناء الموجه، والطريقة السليمة في العملية التربوية، ويقصد به التربية بالحدث وبالتجربة والخطأ.

6-التزم بسنة التدرج الإلهية:

وذلك بأن تتدرج في تأديبك لأبنائك، وأن يكون نوع العقاب ومقداره على تدرج، ويتناسب مع المرحلة العمرية والفكرية للطفل؛ فما يعاقب به الكبير لا يتناسب مع الصغير، والعكس بالعكس.

7-لائحة مملكتنا الصغيرة:

وهي أن تضعوا المعايير معا، أي على الوالدين أن يشاركوا الأبناء في وضع معايير وضوابط للثواب والمكافأة والعقاب - خاصة الضرب - المناسبة لظروف الأسرة، ومن يشارك في صنع القرار ينفذه بفاعلية، ويحترمه ولا يخترقه، ولا يتهمه بالظلم والجور.

8-بث روح الإيجابية والذاتية:

أي إذا قام الابن بخطأ ما فأخبريه بأن يطبق على نفسه - وبنفسه - العقاب المناسب، وذلك على حسب ما تقضي به اللائحة الأسرية المعروفة والمعلومة لكل فرد، وكذلك بالنسبة للمكافأة، فيجب أن يعلم ما هي، وما مقدار مكافأته وثوابه، وهو يقوم بالفعل الحسن.

9-مارس التعزيز الإيجابي:

أي التعجيل بإعطاء المكافأة، وهو مطلب شائع في السلوك الإنساني سواء للكبار أو الصغار، وذلك مباشرة بعد إظهار السلوك المرغوب فيه، حتى تصنع رابطا ذهنيا بين السلوك الحسن والمكافأة.

10-لا تُكافئ مسيئا:

فإذا أمرت ابنك بالذهاب إلى النوم ثم رفض وبكى، فلا تتنازل أنت بحجة عدم قدرتك على تحمل رؤية دموعه، فهذا التساهل سيفتح الباب لمبدأ غير تربوي لن تستطيع إغلاقه، وهو مكافأة السلوك السيئ.

11-لا تعاقب محسنا:

فقد يأتي إليك يوما ما أحد أبنائك فيريد أن يفاجئك ويسعدك، فيقول: لقد حصلت اليوم على الدرجة النهائية في الرياضيات، فترد بعدم اكتراث، وأنت تشاهد برنامجك المفضل: ليتك عملتها في مادة العربي.

أي تكون قد عاقبته بدلا من مكافأته على السلوك الطيب والرائع.

12-تذكر القاعدة القرآنية: "وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ" [الأنعام:141]:

فعلى الوالدين الامتناع عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من الطفل، فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله حتى لا ترسخ أسلوب الابتزاز.

13-احذروا الازدواجية التربوية:

أي على الوالدين وكذلك كل من يتعامل مع الأبناء أن يتفقوا على المعايير وعلى الأساليب التربوية للتعامل مع الأبناء، فلا يواجه الابن بالتضارب في القرارات وفي الضوابط التي تصيبه بردات فعل نفسية.

أخيرا.. استعينوا بالله، وهو أن نسأله سبحانه ونحن نأخذ بكل الأسباب السابقة؛ أن يهدينا وأزواجنا وذرياتنا، ويهدي بنا.. فنتذكر دوما هذه القاعدة: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم".