عندما نريد أن نكتسب لياقة بدنية للحصول على جسم متناسق قوي ورياضي يدوم طويلا فهناك طريقتان لتحقيق هذا الهدف إما أن نلتحق بأحد الأندية الرياضية لممارسة الرياضة والمثابرة على ذلك في النادي الرياضي حتى تحقيق الهدف ، أو نستعين بمن عنده خبرة في هذا المجال مثل المدرب الشخصي أيضا للوصول للهدف المنشود ، وفي كلا الحالتين سوف نمارس التمارين الرياضية المختلفة لتمرين جميع عضلات الجسم ، وسوف تبدأ هذه التمارين الرياضية سهلة ، ثم ستزداد صعوبة بالتدريج حتى الوصول للنتائج المرجوة ، الملفت للنظر في هذا الأمر كله هو الألم المبرح الذي سنشعر به من جراء ممارسة الرياضة لدرجة أننا نفكر طوال الوقت التخلي عن ممارسة الرياضة تفاديا لهذه الألام المبرحة ولكن بمجرد تناول المسكنات و زوال الألم نبدأ بنشاط وحماس لمتابعة ممارسة الرياضة ، وهكذا نكون في حالة مد وجزر في قرارنا بالاستمرار في ممارسة الرياضة أو تركها بسبب مانشعر به من ألم ، وما إن تعتاد عضلاتنا الخاملة النشاط الرياضي نبدأ نأنس للرياضة ونستمتع بها بل أننا نتحدى أنفسنا كلما وجدنا صعوبة في القيام بتمرين ما .
هذه الحالة باختصار هي ما نمر به عندما نبدأ بممارسة الرياضة وهي تماما ما يحدث عندما يبدأ الإنسان بممارسة التمارين الأخلاقية للوصول إلى اللياقة الأخلاقية .
اللياقة الأخلاقية هذا المصطلح الذي أحب أن أطلقه لإنسان يحاول تحسين أخلاقه باستمرار والارتقاء بها للوصول إلى درجة عالية جدا من حسن الخلق ، فعندما يسعى الإنسان للوصول إلى هذا الهدف _اللياقة الأخلاقية _ يواجه صعوبات شديدة جدا في بادئ الأمر ، وكأن الله يختبره ويختبر صدقه فيما عزم عليه فتراه يتعرض لصنوف من سوء الأخلاق ممن حوله وتحديات شديدة فيبذل الإنسان كل جهده وطاقته لتجاوز هذه الصعوبات والعقبات والتغلب عليها والانتقال بنفسه للمرحلة التالية ، فمثلاً عندما يقرر الإنسان أن يكون حليما ولديه القدرة على السيطرة على غضبه تبدأ لديه مرحلة التسخين مباشرة نحو هذا الأمر فيتعرض لأمر تافه ولكنه يسبب له الغضب الشديد فيتذكر قراره بأنه سيكون حليما فيحتمل هذا الأمر حتى ينقشع مسبب الغضب كسحابة صيف ثم يتعرض هذا الشخص مرة أخرى لأمر أشد وأكثر إغضابا وهكذا فإذا كان متيقظا لنفسه ولسلوكه ولما يمر به سوف يجتاز هذا الاختبار وسوف يصل هذا الشخص إلى مستوى يعرف فيه كيف يتعامل بهدوء مع كل الأمور التي تمر به في حياته وتفقده الصبر فيكون بذلك وصل إلى لياقة عالية فيما يخص خلق الصبر وهكذا في بقية الأخلاق الحسنة .
طبعا هذه التحديات والصعوبات تظهر حقيقة من بكى ممن تباكى أي الصادق والمدعي ، لذلك من أراد أن يبدأ تمارين أخلاقية لاكتساب اللياقة الأخلاقية عليه أولا أن يكون صادقا فيما يريد ، وأن يبتغى بعمله هذه رضوان الله تعالى حتى يعينه الله فيما يريده ، وأن يكون ذا عزيمة لأنه كما قيل إم كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن أفة الرأي التردد
بهذين الشرطيين أنا شخصيا أضمن الحصول على اللياقة الأخلاقية التي توصل الإنسان لدرجة القائم الليل الصائم النهار كما ذكر رسولنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق