الحب المجاني

الحب هذه الايام اصبح له سمى مميزة، وخاصية فريدة من نوعها واصبح غريبا ، هذ الايام الحب له ثمن او بطريقة اخرى اصبح له قيمة مادية، ولا اعني هنا الحب بين الرجل والمرأة فقط، ولكن اقصد ايضا حب الاخ لأخيه، حب الأبناء لوالديهم، حب الوالدين لأبنائهم، حب بعض الأصدقاء لبعضهم البعض، واي نوع من انواع الحب، فعندما يحب الرجل المرأة وتحب المرأة الرجل فإنهما يعملان على  ان يثبتا صدق حبهما لبعضهما البعض، وذلك بتقديم شيء مادي( هدايا باهظة الثمن )، او تقديم تنازلات تحت مسمى الحب، وكلما كان الثمن باهظا كلما برهن ذلك على قيمة هذا الحب، فيصبح عند ذلك هذا الحب حب مدفوع الثمن، ولا يصبح هذا الحب مجاني، وعندما يحب الأبوان أبنائهما فانهما مطالبان  ان يثبتا لأولادهما انهما يحبانهما فيبدآن بتقديم  اشياء مادية لهما ( هدايا ومشتريات وتحقيق رغبات مادية ) تدل على قدر حبهما لأولادهما، وكذلك الأبوان يطلبان ثمنا لحبهما لأبنائهما فيتدخلان في حياة اولادهما وفي مصيرهما (في زواجهم واختيارهم لشريك الحياة وفي دراستهم وتخصصاتهم  )، ويقرران اي شيء عن حياتهما  بالنيابة عنهما دون ممانعة من الأبناء، لأنه هذا هو الواجب تجاه والديهم اللذين رباهما(كما يظنان )، وكلما استسلم ابناءهما لهما فهذا يدل على قدر الحب الذي يحبانه لهما وهكذا، لذلك فقد الحب هذه الأيام طعمه اللذيذ، ورائحته الزكيه، وفقدت كلمات الحب معناها الحقيقي،

إذاً ما هو الحب المجاني ؟؟؟؟

الحب المجاني ليس هو الحب الرخيص او السهل او الخفيف او السريع ، إنما هو الحب الذي يحدث بهدوء وبقوة وبثبات ،هو الحب الغير مشروط، الحب الذي نقبل فيه الطرف الاخر بعيوبه، بأخطائه، بنقصه، بجهله، بغبائه، وبذكائه، بكل مشاكله العلنية والسرية،   سوآءا كان هذا المحبوب رجل او امرأة، او طفل او صديق، او اب او ام، او جار او عمل، او اي شيء يحبه الانسان. نقبله بما فيه وبما هو عليه ، فنعمل على تعليم الجاهل، وتصحيح خطأ المخطئ، وستر عيوب صاحب العيب، والصبر على غباء الغبي، وإكمال نقص الناقص، ومعاونة صاحب المشاكل في حل مشاكله،

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق