عندما نقرر السفر لقضاء الإجازة، نبدأ برسم مجريات الإجازة في عقولنا، وكيف يجب أن تكون، وماذا سنفعل فيها، ونصنع تصورا عن مقدار السعادة التي ستغمرنا في هذه الاجازة، وخاصة اذا كانت الاجازة هي السفر لمكان ما يبدو شيقاً.
تبدأ المتعة بفكرة الاجازة منذ لحظة التفكير في السفر لقضائها، فيبدأ الرجاء والأمل يحذونا والافكار السعيدة، وتأخذ المشاعر المفعمة بالسعادة تراودنا من اللحظة التي تبدأ التحضيرات لهذه الإجازة المرتقبة، وتصور المتعة والسعادة الذي نتوقعه عند انتهاء الإجازة وحين عودتنا منها وكم من الذكريات والصور الممتعة للأماكن التي زرناها، والمطاعم التي تناولنا فيها الطعام، وكم من القصص والأحاديث والأحداث التي صادفتنا لنرويها لمن نحب،
ولكن ما يجب أن نعرفه أنه ليس من اللازم أو الضروري أن يحدث هذا كله لكل ما رأيناه أو عشناه في الإجازة من المتعة والسعادة...
فقد لا يحقق السفر للإجازة وفيها ما كنا نأمله ونرجوه منها فقد تحمل معها شيئا أو كثيراً من الأنكاد، أو أنها لم توفر كثيرا مما كنا نرجوه منها من تنقلات ومشاهد وارتياد مطاعم وملاهي وغيره، أي أنها لم يكن فيها ما يسر الخاطر ويبهج الفؤاد، ولكننا بالرغم من ذلك نعود منها ونحن في سعادة وسرور حتى يظن الناظر إلينا أننا حققنا فيها أسمى درجات المتعة، وقضينا فيها اجمل الساعات، ولكن في حقيقة ما حدث أننا حققنا فيها أشياء أخرى نافعة، فقد نكون قد حصلنا على اجابات لأسئلة طالما كنا نبحث عنها، وقد نكون قد تعلمنا دروسا طالما تمنينا ان نتعلمها ونطلع عليها، او على الأقل قد تعرفنا فيها على انفسنا وعلى الناس من حولنا بشكل أفضل، وخاصة في المواقف والمحطات الهامة في الحياة.
هذه هي الاجازة الحقيقية، الإجازة التي أضافت إلينا وإلى شخصيتنا شيئاً جديداً وبعداً آخر …
أتمنى لكم إجازة سعيد
جذبتنى الصور الرائعة ها هنا عبر محرك البحث ..
ردحذفتدوينة رائعة ومنسقة .. بارك الله فيك
تقبل تحيات أخيكم : م.نايف الشهري