فصول الحب

في السنة اربعة فصول تتقلب بينها الايام وتتجدد، وهذه الفصول تتصف بصفات معينة يختلف كل فصل عن الاخر.

فهناك فصل الصيف

الحار المشمس، في هذا الفصل تثمر الاشجار بأشكال وانواع الثمار الطيبة اللذيذة، وتنضج فيه الكثير من الفواكه الشهية، في هذا الفصل يطول النهار ويقصر الليل، ويطيب فيه الراحة والدعة بسبب الحرارة الشديدة والثمار الطيبة .

اما فصل الخريف

فهو الفصل الذي تشتد فيه الرياح وتهطل الامطار، ويميل الجو ان يكون عاصفا، وتتساقط فيه اوراق الاشجار، وليله ونهاره ليس كالصيف .

اما فصل الشتاء

فتشد فيه البرودة، وقد يهطل الثلج وتكتسي الاشجار حلة بيضاء من الثلج، وفي هذا الفصل يطول الليل ويقصر النهار، ويميل الانسان لارتداء الثياب التي تدفئه.

اما فصل الربيع

فهو فصل الجمال والحياة والمتعة والهواء العليل، فصل الالوان الزاهية والروائح الجميلة التي تفوح من النباتات والأزهار، ويزداد جمال هذا الفصل انه يأتي بعد فصل الشتاء بعد البرد الشديد، فهو اجمل فصول السنة، في هذا الفصل تكتسي الارض والأشجار حلة جميلة زاهية الالوان، وتغرد الطيور وكأنها تزف هذه الارض المتزينة للسعادة والراحة والانشراح .

كذلك الحب له فصول و يمر بفصول مثل فصول السنة، فهناك صيف الحب الحار الذي تتدفق فيه المشاعر والأحاسيس والعواطف وتنساب بحرارة وقوة بين المحبين، في هذه المرحلة لا يمكن الاقتراب من المحبين بالنصح والإرشاد والتوجيه.

ثم يأتي خريف الحب فتبدأ عواصف الاختلاف والتباين بين الحبيبين تظهر، فيتصادمان وتهب بينهما عاصفة قوية وكان هذه العاصفة اعصار قوي سيدمر هذا الحب ويبيده .

ثم ما يلبث ان يأتي شتاء الحب، فتصاب علاقة الحب بالبرودة الشديدة ويكسوها الثلج، فلا يتبادل الحبيبين أي عبارات تدل على الحب والوله والشوق والاهتمام، فيشعران انهما فقدا الشغف بينهما، حتى انهما يلتزمان الصمت اغلب وقتهما .

ثم يأتي بعد هذا الصمت القاتل والبرودة الشديدة وبعد العواصف التي مرت، ربيع الحب فيذوب الثلج الذي تراكم على قلوب المحبين  وعلى مشاعرهما وادخلهما في سبات شتوي، وتبدأ أزهار الحب تزهر وتنشر عبيرها في الارجاء، وتبدأ شمس النهار تنشر ضوئها في سماء المحبين، وتهب نسمات عليلة تأذن لأزهار قلوب الوالهين بالتفتح، فينتفض هذا القلب ويهب من سباته، ويخفق بقوة معلنا عودته للحياة.

هذا هو الحب الحقيقي

يمر بحرارة شديدة ثم تفتر وتبرد هذه الحرارة قليلا فإذا ما أتى عليه خريف الحب بعواصفه لحقه بسرعة شتاء الحب فتتجمد المشاعر وتكتسي بالصقيع ثم يأتي بعد ذلك ربيع الحب بلطفه يذيب هذا الثلج المتراكم ويذهب هذا الصقيع الذي اصاب هذه المشاعر فيبث فيها طاقة هائلة لطيفة ساحرة مؤذنا بعودة الحياة للقلب الممتلئ عشقا ويبدأ هذا الحب يعيش دورة حياة كاملة وحقيقية تزيده قوة وصلابة في مواجهة فصول الحب القادمة ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق