نافذة على الحياة

بإمكان الإنسان النظر الى الاشياء في الحياة من زاويتين اثنتين خاصتين، أو لنقل من خلال نافذتين

اما ان يراها من خلال نافذة القلب

او ان يراها من خلال نافذة العقل

ومن النافذة الذي سينظر الإنسان بها الى الاشياء سوف يتغير معناها ومفهومها عنده، حتى شعوره نحوها سيتغير

في هذه التدوينة اريد ان اتحدث عن كيفية النظر للمشاكل والمصاعب في الحياة، وهذا الكلام ينطبق ايضا على السعادة والشقاء والحزن والفرح وكل ما يهم الانسان

فعندما ينظر الإنسان الى هذه المشاكل والمصاعب والعقبات من خلال نافذة القلب والمشاعر فقد يتوهمها سلسلة من الجبال التي يصعب ازالتها وإبعادها عن طريقه، فيصاب حينها بالاكتئاب والإحباط، وتخور قواه، وتتعطل كل اجهزته الحساسة عن التفكير والعمل بكفاءتها، وفي النهاية قد يعلن انهزامه ويستسلم لليأس والحزن، وعندها سيحتاج إلى طابور من مهندسي الصيانة لإصلاح العطل والضرر.

اما ان نظر الإنسان لهذه الصعوبات والمشاكل من خلال نافذة عقله، سيجدها نافذة صافية ليس عليها غبار او تغطيها ستارة معتمة، وسوف ينظر الى كل هذه المشاكل والصعوبات نظرة مجردة وموضوعية كتحديات في الحياة، تتطلب نوعاً من العراك ليتجاوزها الإنسان الى غيرها نوعا وكمّاً، مثل التمارين الرياضية التي تبدأ بتمرينات بسيطة تنمي اللياقة البدنية حتى تجعل ممارسها ذا قوة ترفع عنده مستوى القدرة على مواجهة تحديات أكبر وأعظم، وهذا بالضبط ما يحدث عند مواجهة المشاكل والصعوبات التي يتناولها الإنسان من نافذة العقل، فتزيده قوة وحكمة وذكاء وخبرة ونضج، فيشعر بمتع الحياة بشكل حقيقي وليس وهمي، ويبدأ الإنسان يعرف و يشعر بقيمة كل شيء وبشكل صحيح، ويعرف بهذه المشاكل والصعوبات قدْره وقيمته عند نفسه وكذلك مكانته وقوته عند الاخرين .

وفي النهاية هذه هي الحياة سرورها أعظم بكثير من أحزانها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق