المرض نعمة لمن يعرفه




واذا مرضت فهو يشفين تابلوه


كلنا نمرض بين فترة واخرى نتقلب بين مرض خفيف سهل ومرض صعب قليلا يمكن ان يزول ومرض عضال صعب برؤه ومرض ملازم لنا مدى الحياة.

تعددت أسماء الأمراض والمسمى واحد .
بصفتنا مسلمين يعلمنا الإسلام أن المريض بأي نوع من الأمراض يحصل على امتيازات لا يحصل عليها حال صحته وقوته  منها.
·    يخرج من مرضه كيوم ولدته أمه قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)

·  وأنه تكتب بها الحسنات وترفع بها الدرجات، وهذا إذا صبر العبد يثاب على ذلك بالأجر العظيم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة).
·  يكون مستجاب الدعاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا دخلت على مريض فمره فليدع لك فإن دعاءه كدعاء الملائكة.
الدعاء عند المريض : فقد أخرج مسلم (919) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم : " إذا حضرتم المريض فقولوا خيراً فإن الملائكة يؤمنون على ماتقولون .. قالت : فلما مات أبو سلمة أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إن أبا سلمة قد مات، فقال لي : قولي : اللهم اغفر لي وله واعقبني منه عقبى حسنة " قالت : فقلت فأعقبني الله من هو خير لي منه ، محمداً صلى الله عليه وسلم ".
إلى أخر ما في هذا البلاء من الأجر العظيم والثواب الكبير إذا صبر العبد واحتسب عند ربه ما يجد وهكذا نجد إن أمر المؤمن كله خير في حال المرض والصحة .
ولكن  المشكلة ليست في المرض أيا كان نوعه ولكنها في المريض فقط.
عندما يتعامل المريض مع مرضه وكأنه مشكلة تعيق حياته ونشاطه وتوقف قطار مشاغله اليومية في المحطة التي لا يحبها ولا يريدها، من هنا تبدأ المعاناة مع المرض ويطول امد الشفاء وقد لا يتحقق له الشفاء فيموت متذمرا متضجرا.
يتذمر من مرضه فلا يهنأ له النوم ولا يشعر بطعم الاكل ويتقلب بين الوجع والأنين ويركز على ما أصبح عليه من الآم وأوجاع فيتضاعف شعوره بمرضه ويتضخم ويصعب عليه أمره كله.
لكن ماذا لو ان هذا المريض تمهل قليلا ونظر لمرضه على انه استراحة اجبارية من مشاغل وهموم الحياة واجبر عقله على السكون والهدوء والاستراحة وقام في مرضه بما لم يقم به في فترة عافيته وفي وسط مشاغله ؟!
ماذا لو كان مرضه هذا فرصة لكي  يقوم بمراجعة شريط حياته ومشاغله ويقوم بتنقيحها وازالة الشوائب منها و ما علق فيها  لتكون حياته بعد شفائه هي النسخة الجديدة المعدلة والمطورة.؟!
ماذا لو قام هذا المريض بمشاهد الافلام او البرامج التي لطالما أراد أن يشاهدها ويستمتع بها مع عائلته او لوحده ولكن ضيق الوقت والمسؤوليات حالت دون هذه اللحظات الجميلة.؟!
ماذا لو انه عاد طفلا صغيرا بالاستماع للأطفال الذين من حوله الاستماع الى قصصهم وحواراتهم والعابهم وأنشطتهم لكي يخرج من عالم الكبار والقلق الى الطفولة والهدوء.؟!
ماذا لو نام عدد من الساعات أكثر من اللازم دون الشعور بالذنب.؟!
ماذا لو انه اقترب من نفسه أكثر وبدء  يتحسس ويتعرف على نقاط ضعفه وقوته  وعالج القصور وثبت المزايا اكثر واكثر.؟!
ماذا لوقرا الكتاب الذي لطالما أراد قراءته ولكن لضيق الوقت وكثرة المشاغل لم يستطع ذلك.؟!
ماذا لو اعتنى بنفسه بطريقته الخاصة على الصعيد النفسي وتوقف عن القلق لحظة واحدة مستسلما لما هو عليه الأمر.؟!
ماذا لو مارس الهدوء والاسترخاء ليسكن عقله الجائع والمدمن للحركة والتفكير طوال الوقت.؟!
ماذا لو قرر ان يتحسس أفعاله التي يقدمها لله وان يخلص فيها ويؤديها بهدوء وإتقان غير مسبوق.؟!
ماذا لو قرر ان يمرن نفسه على عادة جديدة مفيدة خلال مرضه وأن يتبناه بعد شفائه .؟!
الكثير من الأفكار لتحويل فترة المرض الكئيب الى فترة غنية بالمعرفة والمتعة لاكتساب خبرات حياتية جديدة واقتراب من الله وتصحيح المسار.
المرض رسالة لنا لنتوقف قليلا ونراجع حساباتنا وأفعالنا وسلوكنا .
المرض نعمة وليس نقمة وهذا يعتمد على كيفية نظر الإنسان لهذا الأمر والزاوية التي ينظر بها إليه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق